لوموند /29-5-2006
مراسل برلين

في إحدى مقابلاته النادرة مع الإعلام الغربي, حذّر الرئيس الإيراني , محمود أحمدينجاد, الأوروبيين من أنهم يخاطرون بفقدان كل نفوذ لهم في الشرق الأوسط وذلك بانحيازهم إلى الولايات المتحّدة.

فقد نشرت المجلة الأسبوعية الألمانية ( دير شبيغل) يوم الاثنين 29 أيار , وعلى سبع صفحات, تشكيك الرئيس الإيراني مجدّداً حول حقيقة الهولوكوست, وتساؤلاته حول تورط الشعب الألماني فيها.

في الوقت الذي يستعدّ فيه الأعضاء الخمس الدائمون لمجلس الأمن مع ألمانية للاجتماع قريباً وإنهاء وضع مجموعة من القواعد لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي , يحاول السيد أحمدينجاد كسب الأوروبيين إلى جانبه. ويقترح أن هذا الانحياز له هو " من مصلحتهم" وأنه بالمقابل " سوف يفقدون دورهم في الشرق الأوسط وسمعتهم في مناطق أخرى من العالم. وسوف يسود الاعتقاد بأنهم غير قادرين على حل الأزمات". وعلى حد زعمه أن إيران لا تريد أن تكون أوروبة " الخاسر الأكبر " في التاريخ .

وبحسب الرئيس فإن بلده " ليس بحاجة للسلاح النووي(...) وأنه يريد فقط استخدام حقّه الشرعي" , وهو إمكانية تخصيب اليورانيوم " من أجل الاستخدام السلمي" . البلاد الغربية تتهم طهران بنيتها استخدام برنامجها النووي لصنع القنبلة الذريّة. ويعلّق السيد أحمدينجاد بأن " إيران لم تهدد أحداً أبداً". ويعترض بقوله :" إن كون بعض الدول تريد فرض إرادتها على بقية العالم هو فعل إجرامي و يؤدي إلى عدم الاستقرار " .

التفاوض

وقد احتوت المقابلة المنشورة في دير شبيغل على حوار يدعو للدهشة بين الصحفيين الثلاثة للمجلة وضيفهم حول إبادة اليهود ومسؤولية الشعب الألماني. حيث أصبح السيد أحمدينجاد هو الذي يوجّه الأسئلة. هل قام الهولوكوست فعلاً يوماً ما ؟ وحيث أن الصحفيون الألمان أجابوا أن حدث إبادة 6 ملايين يهودي هو تاريخ مثبت , فقد تمنّى الضيف أن يقوم باحثون " حياديون" بدراسة المسألة وإعطاء رأي نهائي بها. وأضاف :" إذا كان الهولوكوست حقيقياً فيجب أن يتحمل مسؤوليته الأوروبيون وألاّ تدفع ثمنه فلسطين. أما إذا لم يكن حقيقياً , عندها يجب أن يعود كل يهودي من حيث أتى" , ويعود للقول :" لماذا يجب على الألمان الشباب الشعور بالذنب تجاه الصهاينة بسبب أفعال اقترفت من أكثر من ستين سنة ؟ ومتى سيتوقف ذلك ؟ وكان جواب الصحفيين :" نحن مقتنعون بأن تاريخ ألمانيا ليس محدوداً بالأعوام الآثني عشر للرايخ الثالث, ولكننا نعترف بأن جراثم رهيبة ارتكبت باسم ألمانية . " .

وأثناء تبادل هذه الأفكار الحرة المشروعة في ألمانيا , غمز الرئيس الإيراني بإرادته السفر إلى ألمانية لتشجيع المنتخب الإيراني أثناء مباريات كأس العالم لكرة القدم , والتي ستجري أحداثها من 9 حزيران وحتى 9 تموز.

انتوان جاكوب