النهار

تبادل ديبلوماسيون ايرانيون وسوريون الانتقادات مع المندوب الاسرائيلي لدى مجلس الامن، الامر الذي حول جلسة عادية لمجلس الامن لمناقشة مكافحة الارهاب، جلسة شتائم.

فخلال جلسة لتقويم عمل اللجان الثلاث الخاصة بمكافحة الارهاب والتابعة لمجلس الامن، وصف المندوب الاسرائيلي دان غيلرمان سوريا وايران بأنهما جزء من "محور الشر"، وقال إن ايران هي "الدولة الكبرى الراعية للارهاب والتهديد الاكبر للامن والسلام العالميين". وانتقد بشدة القول الذي تكرره الجمهورية الاسلامية ودول عربية عدة بوجوب التمييز بين الارهاب وحركات المقاومة المسلحة، وخصوصاً النضال الفلسطيني ضد اسرائيل، لافتاً الى أن بلاده "واعية تماماً الحاجة الى مكافحة الارهاب الدولي"، وأنه لا يمكن أن يكون للارهاب أي مبرر.

ورد الديبلوماسي السوري أحمد الحريري بأن دمشق اضطلعت بدور متقدم في الحملة على الارهاب، ودعا مجلس الامن الى "تجنب المعايير المزدوجة في مكافحة الارهاب". ورأى ان حملة كهذه "يجب أن ترتكز على معايير قانونية صارمة، وليس على اعتبارات سياسية". وأضاف أن"اسرائيل ملزمة قانوناً وقف هذا الابتزاز الرخيص للامم المتحدة... كلنا مدرك أن مصدر الارهاب في المنطقة هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وطرد الفلسطينيين من أرضهم، كما الاعتداءات المستمرة على العرب وانكار حقوقهم الاساسية".

وذكر غيلرمان بأن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد دعا الى تدمير اسرائيل و"أنكر حصول المحرقة النازية"، اضافة الى أنه "يحاول تطوير القدرات النووية لارتكاب المحرقة التالية".

لكن أحمد الحريري حمل على البرنامج النووي الاسرائيلي، قائلاً إن غيلرمان امتنع عن ذكره بينما انتقد سوريا وايران. وجادل بأن المندوب الاسرائيلي "يريد خلط الحقوق الشرعية للاشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال وحقوق أولئك الذين يمارسون الارهاب". وقال: "قد يكون عليه قراءة ميثاق الامم المتحدة الذي وضع لانقاذ الاجيال من بلاء الحروب والاحتلال الاجنبي. أولئك الذين يجهلون مثل هذه الوقائع ربما لا يستطيعون القراءة، واذا كانوا غير قادرين على القراءة، يجب ألا يكونوا هنا في الامم المتحدة".

وانضمت ايران الى الجدل مع قول المندوب الايراني منصور صادقي إن اسرائيل "يتزعمها مجرمو حرب"، وأنها "افتقرت الى الشرعية" منذ قيامها.

وسارع غيلرمان الى الرد، معرباً عن "تقديره" الذي أمل "أن يشاطرني اياه أعضاء مجلس الامن، للفرصة التي أتيحت لنا جميعاً للاستماع الى محاضرات عن الارهاب من اثنين من أكبر الخبراء العالميين في هذا المجال".