ناقش المراسل السياسي في صحيفة "هآرتس" ألوف بن، التعهدات التي قدمها الرئيس الاميركي جورج بوش الى رئيس الحكومة الاسرائيلية للدفاع عن اسرائيل في حال تعرضها لاي هجوم، ورأى ان من الممكن ان تشكل هذه التعهدات قيودا على حرية تحرك اسرائيل ايضا. وجاء في المقال: "... تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش خلال لقائه مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان تهب اميركا لنجدة اسرائيل في حال تعرضها لهجوم يعكس تحولا استراتيجيا في العلاقات بين الدولتين. فالتعهد الرئاسي الاقوى من اي وقت مضى يجعل اسرائيل تحت المظلة الدفاعية الاميركية.

حتى اليوم فضلت واشنطن والقدس تجنب التعهدات الاميركية التفصيلية للدفاع عن اسرائيل، واختارتا الصيغة التي تقول ان الولايات المتحدة ستقدم التمويل والعتاد واسرائيل ستقوم بالعمل. وركزت مجموعة من التصريحات الرئاسية المحافظة على قدرة اسرائيل على الردع ودعمها في الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية في وجه كل خطر محتمل. ووردت هذه الصيغة في الرسالة الشهيرة المتبادلة بين بوش وارييل شارون في نيسان 2004 والتي اعتبرها رئيس الحكومة السابق تعهدا للدفاع عن القدرة النووية الاسرائيلية وعن حرية تحركها العسكري. هذه المرة امتنع بوش امام اولمرت عن تكرار التعهدات السابقة، واكتفى بالقول ان اميركا ستحرص على نجدة اسرائيل. وفسر رسميون اسرائيليون هذا الكلام بانه استعداد لتوجيه "ضربة ثانية" الى ايران في حال هاجمت اسرائيل بالسلاح النووي.

تسود اسرائيل وجهتا نظر متعارضتان في ما يتعلق بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. تسعى وجهة النظر الاولى الى تأسيس حلف دفاعي رسمي يمنح اسرائيل مقعدا في حلف شمال الاطلسي الى جانب اليابان وكوريا الجنوبية واوستراليا من ضمن صفوف الحلفاء الذين يحظون بحماية اميركية. اما وجهة النظر الثانية فتعارض بشدة ان يحارب جنود اميركيون من اجل اسرائيل، لكن الواقع فرض تسوية بين الوجهتين: من جهة مساعدة اميركية سخية لدعم اسرائيل، الى جانب التدخل المباشر وارسال قوات رمزية في الظروف الطارئة مثل الجسر الجوي الذي اعتمد عام 1973، بطاريات صواريخ "باتريوت" اثناء حرب الخليج، والتنسيق العسكري خلال غزو العراق عام 2003.

... ولكن في غياب تفسيرات متفق عليها يمكن فهم تصريح بوش بطريقة مختلفة، اي انه يفرض قيودا على حرية التحرك الاسرائيلي. واذا كانت اميركا مستعدة للدفاع عن اسرائيل فلماذا تعطيها مليار دولار سنويا مساعدة عسكرية؟ ولماذا تحتاج اسرائيل الى السلاح النووي المستقل اذا كانت تتمتع بالمظلة الاميركية؟ وفي حال هوجمت اسرائيل هل عليها انتظار موافقة واشنطن كي ترد، ام تتصرف بصورة مستقلة؟ الاجابة عن هذه الاسئلة ضرورية من اجل بلورة السياسة الامنية في السنوات المقبلة، لذا ينبغي عدم الاكتفاء بالصيغ المبهمة والقول ان كل شيء على ما يرام. يستحق تصريح بوش مناقشة حكومية وعامة عميقة".