فضيحة أخرى في العراق بدأت تلاحق الادارة الاميركية وقواتها: إذ اكدت الشرطة العراقية ان «11 مدنياً، معظمهم أطفال، قتلتهم هذه القوات في بلدة الاسحاقي في آذار (مارس) الماضي. ما دفع الرئيس جورج بوش الى الاعراب عن استيائه من هذه الأنباء» للمرة الثانية خلال يومين. بعدما أكد استياءه أول من أمس من أنباء مجزرة حديثة.

وفيما ابلغ رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي نظيره البريطاني توني بلير خلال زيارة الأخير لروما أمس، قراره النهائي بسحب قواته من العراق، يستعد الكونغرس الاميركي للتصويت على مشروع قرار يتبناه المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة جون كيري يدعو الى سحب القوات الاميركية من العراق نهاية العام الجاري.

وكان التلفزيون البريطاني عرض شريط فيديو ليل الخميس - الجمعة يصور عدداً من القتلى، معظمهم أطفال، تؤكد الشرطة العراقية انهم من أصل 11 مدنياً قتلتهم القوات الاميركية «عمداً» في آذار الماضي في مدينة الاسحاقي.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو ان «الرئيس (بوش) حريص على التزام الجيش بقواعد اطلاق النار واحترام حقوق المدنيين في العراق». واكد ان ثلاثة تحقيقات جارية في التجاوزات التي أفادت تقارير ان القوات الاميركية ارتكبتها في العراق في حديثة والاسحاقي شمال بغداد وقرب الحوامدية غرب بغداد.

وتابع ان بوش قال أمس انه «يشعر باستياء إزاء المزاعم المرتبطة بحديثة. أعتقد انه يصح القول انه سيشعر بالاستياء من أي مزاعم مشابهة في اي مكان». وزاد ان الجنود الاميركيين يعاملون على اساس «افتراض براءتهم والرئيس يقدم مساندته للذين قاتلوا ببسالة وانضباط في العراق لفترة طويلة».

وتتراكم المعلومات والشهادات موجهة اصابع الاتهام الى جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) بأنهم قتلوا ببرودة أعصاب 24 مدنياً بينهم أطفال في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 في حديثة انتقاماً لمقتل أحد عناصرهم في انفجار. كما ظهر في الشريط الذي عرضه التلفزيون البريطاني قتلى بينهم أطفال.

وأفاد التلفزيون انه تلقى شريط الفيديو من مجموعة سنية مناهضة للقوات الاميركية واعتبر ان مضمونه يتناقض مع رواية واشنطن الرسمية للحادث.

واضاف ان القوات الاميركية أعلنت لدى وقوع الحادث ان أربعة قتلوا عندما حصل اطلاق نار خلال دهم منزل وصلتها معلومات تفيد بأن ناشطاً من «القاعدة» موجود داخله.

في بغداد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان حكومته ستطلب من الولايات المتحدة تسليمها ملف التحقيق في قتل المدنيين في حديثة.

ويؤكد ناطقون باسم الجيش الاميركي ان التحقيق جار الآن في ثلاث أو اربع قضايا تشمل ادعاءات بأن جنوداً قتلوا مدنيين.

وفي واحد من هذه التحقيقات توقع المحامي ديفيد برامز ان يوجه ممثلو الادعاء العسكري اتهامات الى 8 جنود في مقتل مدني عراقي. واضاف المحامي الذي يمثل اثنين من الجنود، رافضاً كشف هويتيهما ان مسؤولي المارينز «ابلغونا بأن الاتهامات ستوجه الى موكلينا».

ولا علاقة لهذا الحادث الذي تكلم عنه المحامي بمجزرتي حديثة والاسحاقي ولا بالتحقيقات التي يطالب بها المالكي، فهي بحسب مصادر أميركية لم تنته بعد. ويأمل المحققون ان يستطيعوا نبش القبور لاستخراج الجثث وفحصها قبل وضع تقريرهم.

ويتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ على المشروع رقم 36 الذي يحمل عنوان «تقديم استراتيجية للاستقرار في العراق وانسحاب القوات الأميركية»، خلال الأيام العشرة المقبلة، بعد الانتهاء من درسه في لجنة العلاقات الخارجية.

ويدعو المشروع، الى بدء سحب القوات في 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وابقاء «الفرق التي تتولى تدريب قوات الأمن العراقية». كما يدعو الى عقد مؤتمر دولي يشارك فيه حلف الشمال الأطلسي والجامعة العربية وممثلون عن الاتحاد الأوروبي لمناقشة «اتفاقية سياسية متكاملة» لاستقرار العراق.

ويحظى القانون بدعم نواب مرموقين في مجلس الشيوخ أبرزهم كيري وتشاك شومر وجون مارتا وروس فاينغولد، ويستند الى ورقة عمل أعدها «مركز أبحاث تقدم أميركا».