نضال الخضري

لحظة أتذكر أنني أقف على المساحات المتبقية من بقايا الحاضر، أفكر انني لا أضمن سوى نفسي، ولا أعرف كيف أرسم باقات الورد على شكل رجال مروا واستمروا في تراب نعيش عليه، ولأنني أحلم بالألوان المختلفة أقرر أن الوقوف على خط واحد لا يرضيني، وأن تراث الإناث موضوع داخل لون واحد ... وربما مصيبة واحدة، بينما لا تجيد الإناث سوى التنوع، فيتساقطن داخل تناقضات المجتمع، وربما يواجهن الحياة بالتوقف على شاكلة إشارات المرور.

وطن التنوع هو حياتي التي أرى فيها الوجوه على حركة الحياة، وأرسم صورتي على جمال العيون التي تلاحقني، فأحلم بأن الأرض لا تطيق الشمس التي لا تغرب، ولا الهلال الذي لا يتحول بدرا إلا بشق بأنفس، فهل تسطيع طاقتي احتمال صورة واحدة من الصباح وحتى نهاية العمر ... أو الزخارف التي تزين المنزل دون أن يتبدل لونها ... وهل وطن التنوع لا يرى الإناث إلا على شاكلة الغمامة السوداء العابرة، بينما يحتبس المطر بانتظار الإذن ... أو المأذون أو حتى الأذان...

عندما تفترق الألوان يبقى التنوع الصورة التي تلازمني فأغضب وأفرح وأبكي وأضحك، وأعشق الوجوه واكره الأجساد، او تتملكني رغبة في اغتيال الضحكات ... لكنني لا أستطيع مقارعة التناقضات التي تحيط بالدنيا، لأنها صورة الحياة الدائمة، ورمز بقائي أنثى .. وربما هي حكاية الخصب التي لازمتني منذ أيام عشتار.

أعيد تصوير التنوع .. رسمه أفقا على كل الورود التي ستبذل لأن بقاءها لا يمكن أن يرسم حيوية الدنيا ... فعندما اجد نفسي داخل سيل القيم الجارف أرد عن نفسي ببعض من الغصة أو حتى الحسرة ... أو الدهشة من قدرتي على البقاء أحارب ثقافة اللون الواحد ... لأنني أنثى بكل ألوان الطيف ... وزهز ذكر بكل تبدلات الحياة وتناقضاتها ... ولأن ما أراه قادما هو ابتسامات الغد وغضبه، وحتى تلون التراث وعجزه عن اختراق الزمن الحديث، فأنا أبقى صورا ... مراحل عمرية ... قدرة على البقاء بالتحول فالثبات يلغي الأنوثة. وهو لا يلغي الذكورة لكنه يجعلها متخشبة على أجساد فضية لا تجيد سوى الجنس بينما يموت الحب على ذراع كان قادرا يوما ما على احتضان أنثى....