نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا امس لامير اورين حول العمليات العسكرية الاخيرة التي قام بها الجيش الاسرائيلي ضد مطلقي صواريخ "القسام" في قطاع غزة ومطلقي "الكاتيوشا" من لبنان، أشار فيه الى استعداد لدى القيادة الحالية للجيش الاسرائيلي للمزيد من المخاطرة والمبادرة الى عمليات عسكرية من اجل تغيير قواعد اللعبة. وجاء في التقرير: "اول من امس فاجأ احد كبار الضباط في قيادة الاركان سامعيه عندما قال: خلال شهرين او ثلاثة سنضع حدا لاطلاق صواريخ "القسام"... أتى هذا الكلام قبل ساعات قليلة من سقوط صاروخ "قسام" جديد على سيدروت بالقرب من منزل وزير الدفاع عمير بيريتس وبعد عملية الكوماندوس ضد خلية كانت تعتزم اطلاق المزيد من الصواريخ... وذكرت قيادة الاركان هذا الاسبوع ان عدد القتلى من المنظمات الارهابية منذ الانسحاب من غزة هو 130 قتيلا مقابل لا شيء من الجيش الاسرائيلي. اطلاق صواريخ "القسام" لا يزال مستمرا، ولكن عددها تدنى. ولكن الخوف ان يؤدي تشرذم سلطة "حماس" الى حالة من الفوضى وتسقط غزة في يد "الجهاد" العالمي.

في رأي عدد من الضباط ان القاسم المشترك بين الانجازات العسكرية للجيش في غزة ولبنان يعود الى الخط الذي يتبناه رئيس الاركان دان حالوتس ورئيس شعبة العمليات جادي آيزنكوت، وهو يقوم على المزج بين النيران المضادة في صورة خاصة من الجو والاحتكاك المباشر.

في الحادثتين الاساسيتين اللتين وقعتا هذا الاسبوع، يوم المعارك في الشمال الذي حمل اسم "الاتجاه الآخر" والعملية في القطاع، كانت القيادة المباشرة بين يدي قائدي اللواءين غال هيرس في الجليل وافيف كوكبي في غزة. اما المسؤولية، فكانت على عاتق اللواءين أودي أدام ويوآف غلنت. ووافق رئيس الاركان على الخطط وتابع تنفيذها، كما وافق على طلب وقف اطلاق النار الذي تقدم به "حزب الله" بواسطة الامم المتحدة والحكومة اللبنانية من دون ان يتدخل في استقلالية عمل القادة ميدانيا.

هذا الاسبوع قبيل فجر الاحد حمل الينا مفاجأة من صنع "حزب الله" توقعت قيادة الشمال هجوما من الحزب ولم تستبعد حدوثه في موعد ملائم واعدت له ردا شاملا. لم تتوقع القيادة ان تتعرض وحدة المراقبة الاقليمية في سلاح الجو في جبل الشيخ للهجوم. لكن اختيار "حزب الله" هدفا عسكريا معناه استعداد الحزب لالتزام القيود التي حددها تفاهم "عناقيد الغضب" قبل عشر سنوات، لئلا يثير غضب السكان اللبنانيين الذين قد يتعرضون لرد الجيش الاسرائيلي.

لقد جرى التخطيط ليوم المعارك في صورة مسبقة. وذلك من اجل تدمير المواقع المتاخمة للجدار الحدودي خلال ساعة ونصف الساعة. الطرفان سيستمران في السير نحو المواجهة احيانا في صورة ضربات فجائية واحيانا اخرى بالاحجام، ولكن الاتجاه الآخر المفتوح على الاحتمالات تحدده اسرائيل".