صدى البلد

يتداول السوريون هذه الأيام طرفاً عن تاريخ العلاقات السورية اللبنانية في المقاهي وآخرها ان مرسوماً بتكريم العميد "البارز" رستم غزالة سيصدر قريباً ويعين بموجبه سفيراً لسورية في لبنان. ويحاجج القائلون بأن مطلب الأخوة في لبنان هو تبادل التمثيل الدبلوماسي وسورية دوماً متعاونة في المسائل التي تخص الأشقاء وها هي تستجيب لمطلب الاخوة. وتعيين غزالة سفيراً لها في بيروت سببه انه يعرف معظم ومسؤولي لبنان ومن مختلف القطاعات وهو يفهم تجربة لبنان ومكانته في المنطقة باعتبار أنه كان في مهمة أمنية موقتة في السنوات الماضية بناء على طلب اللبنانيين أنفسهم (!!) وهو الذي ساهم في وفاق اللبنانيين المتناحرين الذين يخطبون ود دمشق كلما اختلفوا.

وبالتالي وجود رستم غزالة سفيراً لسورية في لبنان يحلحل الكثير من القضايا العالقة. ويزيد الساخرون: تأكيداً لأهمية العلاقة واهتمام سورية بمساعدة الاخوة في لبنان فان دمشق على استعداد لارسال آلاف الدبلوماسيين الى سفارتها في بيروت لتأكيد الاهتمام والتطلع نحو مستقبل أكثر تعاوناً مع مختلف الأطراف في لبنان ولأن بناء هكذا علاقة يحتاج لجيش ـ عفواً ـ لآلاف الدبلوماسيين فان سورية ستدعم هذا التوجه وستطلب من الخزانة المالية في لبنان فرض دولار واحد على كل لبناني من أجل تغطية نفقات السفارة في بيروت التي ستعمل ليل نهار من أجل مستقبل أبناء المنطقة وبالتالي فان وجود الدبلوماسي غزالة ـ العميد سابقاً ـ سيرسخ ايجابيات الماضي ويضيفها الى مستقبل العلاقات في اطارها الايجابي المنشود مستقبلاً أيضاً ويتضمن المرسوم ألا تقل مساحة السفارة السورية في لبنان ما يقارب الخمسة آلاف كلم2 (جكارة) بسفارة أميركا في العراق.

وتشكل هذه "النكتة" المنتشرة في مقاهي دمشق وبين الأوساط الاعلامية والسياسية والثقافية حالة هزلية ساخرة يضاف اليها اصرار السوريين على الفوز بكأس العالم التي ستنطلق بعد أيام في ألمانيا رغم ان المنتخب السوري لم يتأهل للمونديال.