صدى البلد

قبيل توجهه الى نيويورك لرفع تقريره حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وبدء مناقشات مجلس الامن بهدف اصدار قرار جديد، زار رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتس وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الذي اكد ان "لا احد يعرف مضمونه قبل نشره". وفي حين يسود جو من التكهنات والتوقعات في الاوساط اللبنانية حول مضمون التقرير المرتقب، اعلنت سورية من خلال سفيرها في واشنطن عماد مصطفى، انها تشعر "بتفاؤل حذر" حياله. وقال مصطفى في مقابلة نشرت امس في موقع "كلنا شركاء" السوري على شبكة الانترنت: "اذا كان براميرتس اجرى تحقيقه بطريقة مهنية، سنكون راضين. قلقنا الوحيد هو ان يسيس التحقيق لكننا نشعر بالتفاؤل الايجابي ونقول انه اذا تم اجراؤه استنادا الى الوقائع، فنحن لا نخشى شيئا". وجدد التاكيد ان "سورية لا علاقة لها بهذه الجريمة البشعة ومن مصلحتنا الوطنية ان يتوصل التحقيق الى كشف الحقيقة".

وقال مصطفى انه لا يظن ان التحقيق الجاري "سيؤثر على العلاقات اللبنانية السورية، انما يتم استخدامه حاليا كذريعة لزرع الالغام بين البلدين". واضاف متوجها الى الغالبية النيابية في لبنان ان "هناك تحقيقا جاريا، فكفوا عن شن هذه الحملة المبالغ فيها ضد سورية".

واثر زيارته صلوخ، رفض براميرتس الادلاء باي تصريح وطلب من الصحافيين "عدم التقاط صور له". اما صلوخ فأكد انه "لن ينكشف أي خيط بالنسبة الى التقرير"، وتوقع ان يقدم براميرتس تقريره الاسبوع المقبل. وقال: "ما من شخص، أيا كان ومهما كانت التخيلات يمكنه ان يتكلم كلمة واحدة عن التقرير ما لم يسلم الى أنان ورئيس مجلس الامن واعضائه والى الحكومة اللبنانية ثم ينشر، وعندما نقرأه نعلم محتواه. والآن لا انا ولا أي رئيس من الرؤساء ولا اي شخص من الأشخاص يعرف ماذا يتضمنه هذا التقرير. نحن ننتظر ليرفع التقرير ثم نقرأ مضمونه".

وردا على سؤال حول موعد رفع براميرتس تقريره، اجاب صلوخ: "الاسبوع المقبل، ربما بين 10 و11 من الاسبوع المقبل. ونفى ان يكون براميرتس اطلعه على عناوين التقرير او سلمه اي ملف. واشار الى ان وزارة الخارجية "ستواكب التقرير عبر ارسال الامين العام بالوكالة السفير بطرس عساكر الى نيويورك لهذا الغرض، وسينضم اليه السفير في المكسيك نهاد محمود".

وردا على سؤال حول امكانية قبول براميرتس بالتمديد له ولاية أخرى،أجاب صلوخ: "طلبت الحكومة التمديد، وبناء عليه هو يدرس وضعه ويهمنا ان يبقى هو المحقق الدولي اذا كانت الأمور تحتاج الى مزيد من الوقت ويكون أفضل من تعيين محقق جديد من قبل الامم المتحدة".

سئل: هل أبلغك اذا كان تلقى تهديدات؟ أجاب: "أبدا". ونقل صلوخ عن براميرتس سروره من الاتصالات الجارية حول تشكيل محكمة ذات طابع دولي. ونفى ان تكون الاتصالات في شأن انشاء المحكمة قد تجمدت، وقال: "بالعكس، لقد توجه وفد قضائي الى نيويورك وعقد اجتماعات مع المختصين في الدوائر القانونية وعاد مسرورا ومرتاحا الى النتائج التي تحققت".

عند ميرزا

كما زار براميرتس وفريق عمله بعد ظهر امس النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا في مكتبه في حضور المحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين تابت، وقضاة التحقيق العدليين في حوادث التفجير الـ 14 وهم القضاة: رشيد مزهر، عبد الرحيم حمود، سامي صدقي، صقر صقر، مارون زخور، عدنان بلبل، سميح الحاج، وجورج رزق. واستمر الاجتماع ساعة بحث خلاله في التحقيقات الجارية في كل قضية. ثم انفرد ميرزا ببراميرتس على مدى ساعة في حضور القاضية تابت، وتداول معه في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والاعمال التي أنجزت في مسرح الجريمة.