تحدث مراسل صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل امس عن تصنيع مقاتلي حركة "حماس" عبوات ناسفة تحوي مواد كيماوية تحضيراً لاستعمالها في حال انهارت التهدئة بينها وبين اسرائيل. وجاء في التقرير: "انشغل انصار "حماس" في الضفة الغربية في الاشهر الاخيرة بتحضيرات واسعة لاحتمالات انهيار التهدئة في مواجهة اسرائيل في المناطق واتخاذ قيادة الحركة قرار معاودة الهجمات. وكان جزء من الاستعدادات التي قاموا بها تخزين كميات كبيرة من المواد الناسفة قادرة على احداث دمار كبير. وكانوا قاموا بتجارب لدمج مواد كيماوية في المواد التي تتركب منها العبوات الناسفة.

وذكرت مصارد أمنية للصحيفة ان ما جرى حتى الآن هو استخدام وسائل كيماوية بسيطة، ولم تصل "حماس" بعد الى المستوى الذي يسمح لها باستخدام السلاح الكيماوي في الهجمات الكبيرة. ويعمل مع الحركة في الضفة عدد من "المهندسين" من اصحاب الخبرة في اعداد العبوات الناسفة وهم يستثمرون جهداً كبيراً في محاولاتهم لتحسين مستوى الاسلحة التي يملكونها. ووفقاً لهذه المصادر لم يتلق اعضاء الذراع العسكرية في الحركة حتى الآن الاوامر للقيام بهجمات، لأن العودة الى الارهاب في هذا الوقت بالذات لن تخدم حكومة حماس في السلطة الفلسطينية. ولكن السياسة واضحة بالنسبة إليهم: عليهم الاعداد لمجموعة من الهجمات القاتلة لدى تجدد المهمة مع عودة العنف وتصاعد حدة المواجهة مع اسرائيل. وهم لا يريدون تكرار ما سبق وفعلوه في الماضي لذا هم يتوجهون إلى الاعداد "لهجمات ضخمة" تقيم توازناً جديدا في مواجهة اسرائيل.

يتركز نشاط الذراع العسكرية لـ "حماس" في الضفة في ما يسميه الجيش "بناء القوى" وشراء الاسلحة واعداد مقاتلين جدد ودمج الخلايا وبناء مصانع وتجريب العبوات. هناك خلايا محلية متفرقة موجودة في صورة خاصة في جنوب الضفة و منطقة بيت لحم والخليل التي لا تزال تواصل القيام بهجمات ضمن نطاق ضيق. لكن الصلة بين هذه الخلايا والقيادة السياسة للحركة في غزة ودمشق واهية جدا وبعضها ليس عضواً في الحركة، وهذه الخلايا عبارة عن مجموعة من الشديدي الايمان الذين ينتمون الى جمعيات اسلامية متنوعة. وأُلقي القبض على احدى الخلايا البارزة مطلع هذه السنة في منطقة الخليل بعدما قتل اعضاؤها ستة اسرائيليين في حوادث اطلاق نار في غوش عتسيون قرب الخليل...

وما دامت هذه العمليات الارهابية تجري بعيداً عن الأضواء ولا تتبنى هذه الخلايا علناً المسؤولية عن الهجمات باسم حماس فان القيادة السياسية للحركة تسكت عن الوضع. وفي القطاع تساعد الذراع العسكرية لـ"حماس" الهجمات التي يقوم بها الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية. والصواريخ التي اطلقت نهاية الاسبوع على سيدروت من انتاج حماس...، وهناك نوع واحد من العمليات لا تحتج عليه القيادة السياسية لحماس هو محاولات خطف جنود ومدنيين اسرائيليين، اذ تعتبر ان قضية اطلاق الأسرى الفلسطينيين هي موضع اجماع فلسطيني، وكل مسعى من اجل هذا الهدف يحظى بالتشجيع..."