المستقبل

بدأت إيران درس عرض القوى الكبرى لتسوية أزمة ملفها النووي، ولمحت الى أنها تقدم عروضاً مضادة، فيما يقوم نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في طهران بمهمة وساطة في الأزمة.
وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي "فتحنا رزمة (الاقتراحات) وباشرنا درسها وسنعطي ردنا رسمياً في ما بعد الى الأوروبيين.. نأمل في دبيلوماسية مغايرة أعني ديبلوماسية مكوكية لينظر الأوروبيون بجدية في الاقتراحات التي قد تقدمها الجمهورية الإسلامية على شكل تعديلات أو اقتراحات مضادة".
أضاف: "نرحب بمفاوضات عادلة من دون تمييز ولا شروط مسبقة للتوصل الى حل يرضي جميع الأطراف". ورفض متكي أن يوضح إذا كان تعليق التخصيب مدرجاً ضمن اقتراحات الدول الكبرى. وقال "لا يمكننا كشف تفاصيل الاقتراحات إذ اننا لم نكشف مضمونها".
وكثفت إيران في الأيام المنصرمة التصريحات لرفض طلب القوى الكبرى تعليق تخصيب اليورانيوم.
وقال آية الله احمد جنتي الذي يرئس مجلس الحرس الثوري المحافظ والمقرب من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الجمعة "يجب أن نحصل على تخصيب اليورانيوم بنسبة بين 3.5 في المئة و5 في المئة وعليهم أن يقبلوا الأمر".
ويقوم نائب الرئيس العراقي حالياً بمهمة وساطة للمساعدة على تسوية الأزمة النووية. وصرح مصدر قريب من نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي لوكالة "فرانس برس" أمس أن عبد المهدي التقى الجمعة في طهران علي لاريجاني المكلف الملف النووي الإيراني للقيام بوساطة في الأزمة النووية الإيرانية.
أضاف المصدر أن اللقاء بين عبد المهدي ولاريجاني جاء بعد أن اجتمع نائب الرئيس العراقي الخميس في بغداد مع سفراء الترويكا الأوروبية. وقال هذا المصدر إن "نائب الرئيس العراقي التقى فور وصوله الجمعة علي لاريجاني أكثر من ثلاث ساعات ليبحثا خصوصاً في الملف النووي الإيراني".
وأوضح أن عبد المهدي "التقى الخميس في بغداد سفراء المانيا وفرنسا وبريطانيا ويحاول القيام بوساطة في الملف النووي"، رافضاً أن يذكر الجهة التي طلبت من عبد المهدي القيام بهذه الوساطة. وأوضح أن "نائب الرئيس العراقي سيلتقي قادة إيرانيين آخرين".
وفي 26 أيار (مايو) أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده تحترم "حق إيران في السعي الى امتلاك التكنولوجيا النووية" لكن تخشى سباق تسلح في المنطقة بعد لقاء عقده في بغداد مع نظيره الإيراني.
وأعلنت إيران في 16 آذار (مارس) أنها توافق على التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن العراق بطلب من السلطات العراقية، غير أن المحادثات لم تجر في نهاية الأمر.
وصرح الرئيس الأميركي جورج بوش الجمعة أن أمام إيران مهلة "أسابيع وليس أشهراً" لقبول عرض الدول الكبرى، محذراً من أن مجلس الأمن سيتحرك إذا رفضت إيران العرض.
الي ذلك، دعا لاريجاني، الذي بدأ امس زيارة الى القاهرة تستمر يومين، الدول الإسلامية الى امتلاك الطاقة النووية السلمية كما فعلت إيران.
وقال لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلى الإيراني للأمن القومي للصحافيين اثر وصوله الى العاصمة المصرية إن "القضية النووية ترتبط بمستقبل جميع الدول الإسلامية لأن موضوع الطاقة النووية السلمية يعود الى العالم الإسلامي لذلك نعتبر هذه القضية في الظروف الحالية موضوعاً عاماً رغم أننا أصبحنا في رأس الحربة (..) ومن المهم أن يسلك الجميع هذا الطريق".