متى يفيق.. النائمون؟ ،

متى يصحو السادرون اللاهون المجروفون بالخديعة اليهودية والمخدر الاميركي؟، ،

رؤية الكارثة بعد وقوعها ، ميزة الاغبياء.. قصار النظر ممن يفتقدون ابسط مظاهر الحيطة والحذر،.

تكرار التخدير لا يمكن حسبانه احترازا ، خاصة ... عندما يكون الامر متصلا بمصير البلاد والعباد،.

نجاح المخطط اليهودي في فلسطين ، لا ينعكس على فلسطين ، وحدها ، ولا تنحصر تداعياته بالفلسطينيين دون غيرهم ، بل ينعكس على الجميع ، وتمتد تداعياته لتشمل كل محيط فلسطين الطبيعي ، شعوبا ودولا ، يأتي في طليعتها الاردن ولبنان والشام والعراق والسعودية ومصر ، بالدرجة الاولى،.

كل ما سوى ذلك .. تمويه وتضليل ومسكنات استوجبتها متطلبات التعمية من جانب و... النهج المرحلي في الاستراتيجية الصهيونية ، من جانب اخر،،.

خطة شارون وحكومته التي تبنتها حكومة اسرائيل الحالية ، ويقوم رئيسها اولمرت بتسويقها دوليا ، على انها مشروع متعلق برسم حدود اسرائيل بطريقة احادية الجانب بذريعة غياب الشريك الفلسطيني الصادق القادر على التقيد بالالتزامات هي ليست خطة طارئة بنت ساعتها ، وانما هي .. جزء من مخطط اكبر واستراتيجية شاملة تستهدف اغتصاب الارض الفلسطينية كلها والسيطرة عليها بعد جرف سكانها واصحابها ، قتلا او اقتلاعا وتشريدا ،
التكتيك الاسرائيلي في هذا الشأن معروف... فلكي يكون هناك مفاوضات ومحادثات مع الشريك الفلسطيني ينبغي ان تكون مسبوقة بحرب فلسطينية اهلية داخلية يتمكن فيها الشريك المفاوض من فرض سلطته على الفصائل الفلسطينية المسلحة ، ليس بنزع اسلحتها فحسب ، وانما بدفعها كذلك الى التخلي مجانا ومسبقا عن ورقة الاعتراف باسرائيل وبحق اسرائيل بالاغتصاب ، دون اي التزام اسرائيلي ، بالمقابل،،.

الغريب في الشروط الاسرائيلية ، التعجيزية ، انها وجدت في الصف الفلسطيني المستهدف ، من يحاول استغلال هذه الشروط وتسخيرها في تدعيم مواقفه وذرائعه ضد منافسيه الفلسطينيين ، ناسيا او متناسيا ان المسألة.. جوهر المسألة ، ابعد واعمق واشمل بما لا يقاس من كونها معركة تنافس على المغانم والخصوصيات والنفوذ،،. ومثل هذا الغباء الصارخ والعمى الشديد هو ما يتيح للمسؤولين والقادة الاسرائيليين ، الادعاء بأن ما يقومون به ويمارسونه من حصار وتجويع وتعطيش وعمليات قتل واغتيال جماعي ، انما هدفه مساعدة الرئيس عباس ضد المتطرفين الفلسطينيين الرافضين نهج عباس السلمي،،. ولا حاجة هنا الى التركيز بأن الاسرائيليين ليسوا على هذه الدرجة من الغباء بحيث يفوتهم انهم بما يقولون ويفعلون انما يضعفون عباس ويحرقونه شعبيا. ولعل هذا هو المطلوب ، بحيث يظل منسجما مع الادعاء بأن الشريك الفلسطيني ليس موجودا ،
عباس ، بدوره بدل ان يقيم الدنيا ويقعدها احتجاجا واستنكارا للمجازر وجرائم الحرب التي اقدم على ارتكاب فظائعها الاسرائيليون في اليومين الاخيرين في قطاع غزة ، بادر الى تحدّي الحكومة الفلسطينية من خلال ذهابه الى توقيع مرسوم الاستفتاء، ،
الاستفتاء على ماذا؟

وهل اذا تمّ استغلال حالة الحصار والتجويع ، وقبل الفلسطينيون بمضمون وثيقة الاسرى بل اكثر من ذلك ، حتى لو اعترفت فصائل حماس والجهاد والجبهة الشعبية باسرائيل مجانا وسلفا ، فهل يضمن عباس وغير عباس من (امراء الثورة) المتحمسين للاستفتاء ، هل يضمنون ان اسرائيل ستوقف العمل لاكمال الجدار الفاصل وتهويد الاغوار الشمالية مثلا؟، ،

جهل.. كل هذا ام تجاهل.. ام ماذا؟ ،

وكيف يستقيم الادعاء بالحرص على التهدئة وضرورة التلاحم الفلسطيني الداخلي ، فيما الافعال والاجراءات لا تتسم الا بسمات التحدي والتناقض؟،، كيف لنا ان نطالب العالم وشعوب العالم بمناصرة حقنا وتفهم مواقفنا ، اذا كان الدم الفلسطيني المتدفق الحار لم يعد كافيا لفتح عيوننا وهزيمة انانياتنا؟، ،
لقد آن لأصالة النفوس ان تعود لتطرد الاوهام.. و.. لتشع، ،