يشير تقرير للاتحاد الأوروبي , أظهر في السابع من حزيران , وأداره النائب السويسري ديك مارتي , أن أربع عشرة دولة أوروبية تعاونوا مع الCIA أو سمحوا برحلات جوية لنقل إرهابيين مزعومين. وهناك شك بأن بولونية ورومانية استضافتا مراكز تأهيل سرية لوكالة المعلومات الأمريكية.

وبالإشارة إلى " التضحية بالمبادئ الأولية للحقوق الأساسية باسم مكافحة الإرهاب " , اكتشف السيد مارتي , بعد سبع أشهر من التحقيق , أن الولايات المتحدة قد نصبت " شبكة عنكبوتية " عالمية لالتقاط وترحيل وتوقيف المشتبه بهم خارج أي إطار شرعي , وذلك منذ اعتداءات 11 أيلول 2001. وجاء في التقرير الذي يضم 67 صفحة : " لقد أصبح من الواضح للأسف – حتى ولو لم تنجلِ كل الحقيقة بعد – أن سلطات دول متعددة أوروبية اشتركت بفعالية , مع وكالة الاستخبارات , بنشاطات غير قانونية , وأن دولاً أخرى تجاهلت الأمر مع معرفتها السبب أو عدم إرادتها معرفة السبب" .

يتهم التقرير سبع بلدان ب " انتهاك حقوق الإنسان " بإجراء تنقلات غير قانونية : السويد و البوسنة والهرسك , المملكة المتحدة , إيطالية , الجمهورية اليوغوسلافية قديماً حالياً مكدونيا , ألمانية وتركية . ويقدّر أن " دولاً أخرى يمكن أن تكون مسؤولة عن التواطؤ – الإيجابي أوالسلبي – في موضوع سجون سرية ونقل دولي تكتيكي غير شرعي " وهي : بولونيا , رومانيا, إسبانيا, قبرص, أيرلندة , البرتغال واليونان. ولكن " دولاً أخرى يمكن أن تكون متورطة سيكشف النقاب عنها بعد انتهاء التحقيقات المقبلة" , هذا ما يؤكده البرلماني السويسري .

أكاذيب

أما بولونيا ورومانيا فهي متهمة بقوة باستضافة مراكز تعذيب سرية. ويقول السيد مارتي: " إذا كانت الدلائل بالمعنى الكلاسيكي للكلمة ليست متوفرة حالياً فإن عناصر متعددة , منطقية وتؤدي إلى الاستنتاج أن مثل هذه المراكز تواجدت في أوروبة, وللأسف يتعين على السلطات في بولونية ورومانية أن تجري تحقيقاً مستقلاًّ وتعلن نتائجه للجمهور" . لقد هبطت طائرات لنقل المساجين في بوخارست وتيميسوارا ( رومانيا) , وكذلك في سيماني ( بولونية) , قادمة أو مغادرة إلى بغداد, كابول, الجزائر, غوانتنامو ( القاعدة الأمريكية في كوبا) .

هذه البلاد كذّبت حتى الآن وجود أي مراكز مماثلة فيها . ففي يوم الأربعاء ردّدت رئيسة اللجنة البرلمانية للتحقيق حول الرحلات المفترضة للCIA في رومانية , نوريكا نيكولاي, عدم توفر الأدلة , ,ان كل ذلك شكوك فقط. وقالت :" لقد حققنا في المعلومات المنشورة في الصحف , وكذلك دخلنا إلى قاعدة المعلومات للكونترول الأوروبي للملاحة الجوية الأوروبية . ولم يتوفر لدينا أي دليل على أن الطائرات التي حطّت في رومانية تخص الCIA ولا وجود لسجون للCIA في هذا البلد ." وقد أعلنت أنها بصدد إعداد تقرير حول الموضوع . أما رئيس الوزراء البولوني كازيميريز مارسينكيويتز فقد نفى هذه الأقاويل مصرّحاً :" إنها أكاذيب لا تستند إلى أي دليل ". إن تقرير الحكومة حول نشاطات محتملة للوكالة الأمريكية في كانون الأول لم يظهر إلى العلن , عكس ما وعد به السيد مارسيكيويتز.

ومن جهتها ألقت الولايات المتحدة جانباً , في كانون الثاني , النتائج الأولية للسيد مارتي حول النشاطات السرية للCIA في أوروبة.

سوف تتم مناقشة القرار في 27 حزيران في الاجتماع النيابي للمجلس الأوروبي . ولقد أجرى البرلمان الأوروبي تحقيقاً حول النشاطات غير القانونية للCIA في أوروبة , والذي كشف عنه النقاب في الإعلام الأمريكي ومنظمات أخرى عام 2005.