نضال الخضري

الزمن ليس مجالا لاقتناص الورود أو الجلوس على زهرة أو حتى الحديث عن لون جديد في الحدائق، لكنني أريد أن أفكر أو أجد سلما جديدا يصعد بي خارج اللغة الخانقة وبعيدا اصفرار الخيال، فعندما تنتهي الكلمات أبدء برسم المداعبة لخيال قادر على الخصب، وربما يستطيع الانتقال إلى ألوان جديدة دون الحديث عن التناقض بين "أضاد" اللغة أو الجنس. فالحلم ربما سيبقى الصديق في زمن نهاية "أمل" الماضي ... أو في عصر البحث عن فسحة اجتماعية للجمال عندما يريد التعبير عن نفسه.

ولأن الزمن هوايتي أجدد الربيع الذي يلف المراهقين، وينسي الجميع بأن العمر لا يسير على خط واحد، فإذا هاجمتنا "عاصفة الصحراء" لم نسترجع سوى لون "الثأر" لعنتر بن شداد، رغم أن تلك "العاصفة" هبت من رياح الغرب الذي حمل لنا أمل الحداثة، واقتحمناه فضاء لما نريده، لكننا في النهاية نقف على مساحة الجمال التي أردناها دون الوصول إلى المتعة أو الشعور بأن نبش المعرفة ضالة أردناها بشكل دائم ... ولأن "الحداثة" باللغة على الأقل فإننا سنغفر كل الاستباحة التي يمارسها العاشقين على بابها ....

ويبقى الزمن هوايتي ... ورمزي أيضا ألاحقه نحو الغد أو باتجاه كل المفاجآت التي أريدها دون أن يصدمني حجم الخيبة في كل للحظة، فعندما تعلمت العشق أدركت أنني أعيش به وقررت أنني لن أكره بعد اليوم لأن الحياة لا تحتمل الكره، ولأن الزمن يعبث بنا حتى نحب رغم كل الظلم أو الاستباحة التي تمارس علينا منذ "الزلة" الأولى.

ربما يكون ربيعا يقف أمامي ... لا أخشى اقتحام الأسوار التي يرفعها أصحاب المجد "الماضوي" فما أريده يتجاوز كل عشق العالم لزهرة ... أو حتى يغتال صور "الفوضى البناءة" في العراق وما رسمته على وجهي من ندوب "حديثة" و "تلعفر" و .... فالحقد لن يكون أمامي ... وأريد أن أفرح بأي عرس للخصب فهو القادر على إعادة وجهي كما كان ...

الزمن هواية لا أستطيع فقدانها لأنها الرهان على مساحات من حدائق أستطيع فيها معانقة فراشة دون خشية من جريمة شرف .. وربما أستطيع أيضا كتابة ألوان داخل العقل تجعلني مقتنعة بأن الظلم يدفعني للتفكير بدلا من الأسى والحقد.....