شعبان عبود......النهار
حوار عباس – هنية لم يتوصل الى نتيجة والتوتر امتد الى مناطق جديدة في الضفة

في اجواء من الاحتقان والتوتر في الاراضي الفلسطينية لم يخففها تدخل اسرائيل المباشر بهجمات دموية راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين بين قتيل وجريح، تواصل الحوار الساخن بين حركتي "فتح" والمقاومة الاسلامية "حماس" في شوارع المدن الفلسطينية وفي المجلس التشريعي وفي مقر الرئاسة الفلسطينية في غزة حيث يدير الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هناك حوارا مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية وقادة "حماس" والفصائل الفلسطينية الاخرى.
وقرر المجلس التشريعي تأليف لجنة لتقصي الحقائق في اسباب الاحداث التي شهدتها الاراضي الفلسطينية في اليومين الاخيرين، من اشتباكات مسلحة بين جهاز الامن الوقائي والقوة الامنية التنفيذية التي تتبع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، وحرق الطبقة العلوية في مقر رئاسة الوزراء الفلسطينية، وكذلك مقر المجلس التشريعي في رام الله، ومحاصرة مكاتب تخص كتلة "حماس" البرلمانية، وخطف أحد النواب ساعتين وتهديد نواب آخرين انقذهم تدخل جهاز امن الرئاسة الفلسطينية، الذي تلقى تعليمات صارمة بمنع الفوضى وحماية النواب والمراكز الحكومية في المدينة وبقية المدن. وامتد التوتر وعمليات الحرق أمس لتطاول مكتباً فرعياً للمجلس التشريعي في مدينة سلفيت، ومقرات اخرى في مدينة نابلس.
ورأى مقربون من "فتح" ان هذه الاعمال التي نددت بها الحركة رسميا والرئاسة والحكومة ونواب التشريعي من كل الكتل، هي رد على نشر القوة التنفيذية المساندة واثارتها اشتباكات مع الاجهزة الامنية في القطاع، مع ان أمراً رئاسياً صدر بحلها وسحبها من الشوارع. كذلك كان قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية اتفقوا مع رئيس الوزراء على سحب جميع المسلحين من الشوارع في غزة بما في ذلك القوة التنفيذية، الا ان شيئا من هذا لم يحصل.
وبرر أنصار "فتح" اعمالهم في رام الله بانها رسائل الى "حماس" بان "فتح" لا تزال قوية وقادرة على وضع حد للقوة التنفيذية، لكن الرد في غزة قد يسيل دماء ولذلك لجأوا الى توجيه رسالة من رام الله فحرقوا وخربوا واطلقوا رصاصا في الهواء، لكنهم لم يوجهوا رصاصهم الى احد ولم يصب احد باذى باستثناء الاضرار المادية.

عباس

ويغادر عباس غزة مساء اليوم الى الضفة، قبل ان يتوجه في نهاية الاسبوع الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين وربما الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك ليبحث معهما في التطورات في الاراضي الفلسطينية.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"النهار" ان "الحوار في غزة لم يفض الى أي تفاهم، وانه يراوح في تكرار مواقف فلسطينية عمومية لا تعني شيئا". واشارت ان "قيادة حركة حماس في الخارج لا تسمح لقادتها في الحكومة والبرلمان بالتقدم نحو اي موقف سياسي جديد من القضايا الخلافية المطروحة". واضافت ان "موقف قيادة حماس في الخارج يذهب "أبعد قليلا الى مواقع ومواقف تتقاطع مع شؤون اقليمية ليست محل اتفاق بين الفلسطينيين، خصوصا انها لا تساعد في حلحلة الحصار الدولي على الشعب الفلسطيني".
واوضحت ان "الحوار في رام الله كاد يتوصل الى اتفاق على وثيقة الاسرى، وان الرئيس عباس تلقى وثيقة من قيادة حماس في الضفة، لكنه اتصل بقيادة الحركة في غزة، ليكتشف ان للحركة اكثر من موقف واعتبار، وانهم يريدون للحوار ان يبدأ من الصفر وان يتغير مضمونه وموضوعاته واهدافه".

الزهار في دمشق

• في دمشق، اجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات مع وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار تركزت على الوضع القائم في الاراضي الفلسطينية، وكان تأكيد لضرورة استمرار الحوار الوطني الفلسطيني لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وعن الحوادث الامنية التي شهدتها الاراضي الفلسطينية قال الزهار: "العجيب في الامر ان يصدر مرسوم يمنع المظاهر المسلحة في غزة ولا يمنعها في الضفة، علما بانه تم حرق المجلس التشريعي ومجلس الوزراء في الضفة الغربية". واضاف: "واضح ان هناك مخططا يهدف الى اشعال فتنة داخلية، ونحن حذرنا من موضوع الاستفتاء، واعتقد ان ما يجري على الساحة الفلسطينية الآن هو تمهيد ليوم الاستفتاء". ووصف "وثيقة الاسرى" بانها "جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني، ونحن سنقوم بحملة لتوضيح ما جاء في هذه الوثيقة ليعرف الناس مدى الجرائم الكبرى التي سترتكب بحق الشعب الفلسطيني مجانا في ما يعرف بوثيقة الاسرى".

القدومي

والتقى رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس "فتح" فاروق القدومي الامناء العامين للفصائل الفلسطينية التي تتخذ سوريا مقرا لها تمهيدا لمؤتمر حوار شامل يعقد في تموز المقبل.
والتقى القدومي رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل، والامين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" احمد جبريل، والامين العام لـ"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة، ومسؤول الخارج في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ماهر الطاهر والامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" رمضان عبدالله شلح.
وصرح الامين العام لـ"جبهة النضال الشعبي" خالد عبد المجيد لـ"النهار" بانه "اتفق على متابعة الاتصالات مع الاخوة في الداخل، وتعهد القدومي الاتصال مع محمود عباس من أجل انهاء حال الاحتقان والتوتر والاشتباكات في الضفة الغربية وغزة". وقال انه "اتفق على ان تبدأ جلسات الحوار الوطني الشامل بمشاركة الفصائل مطلع تموز المقبل في دمشق لاعادة تفعيل منظمة التحرير، واعدت وثيقة من لجنة الحوار اسمها مشروع البرنامج السياسي لاعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها وتطويرها".