النهار

أنجزت تركيا جولتها الأولى من مفاوضات العضوية مع الاتحاد الأوروبي في اللوكسمبور، عقب توصل وزراء الخارجية الأوروبيين إلى تسوية اللحظة الأخيرة لتذليل عقبة مع قبرص في شأن علاقة أنقرة مع الجزيرة المقسمة.
وبعد أيام من الجمود، وافق الاتحاد الأوروبي على مطلب نيقوسيا تذكير أنقرة بوجوب اقامة علاقات طبيعية مع الحكومة القبرصية اليونانية، فيما وافقت نيقوسيا على إسقاط اعتراضها لإتمام المناقشات الخاصة بالعلوم والأبحاث في يوم واحد، تعبيداً للطريق لإنجاز أولى الجولات الـ35 من المفاوضات أول من أمس.
وبدا من الانطلاقة العسيرة أن مفاوضات العضوية مع تركيا لن تسير على ما يرام، ذلك أنها ستستمر ما لا يقل عن عشر سنين، مع تحذير قبرص من أنها لن تتردد في استخدام حق النقض في أي من الجولات الـ35 المسماة "فصول التفاوض" والتي يتعين على تركيا أن تنجزها قبل الانضمام إلى الاتحاد.
وصرحت وزيرة الخارجية النمسوية أورسولا بلاسنيك التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للإتحاد، أن "الفصل الأول مع تركيا لم يكن مسألة سهلة. لقد بدأنا، إنها الخطوة الأولى على طريق كل خطوة فيه يجب أن يقرها كل عضو في الاتحاد الأوروبي".
وقرّعت بلاسنيك تركيا لعدم توسيعها نطاق تطبيقها اتفاق الوحدة الجمركية الاوروبية ليشمل قبرص، منبهة اياها الى احتمال مواجهتها مشاكل رئيسية. وقالت: "ثمة خطر من أن نصل إلى زقاق مسدود. الاصلاحات يجب أن تطبق".
وخلال مفاوضات الدخول الشاقة، يعدل الأعضاء المستقبليون في الاتحاد الأوروبي قوانينهم بما يتلاءم وقوانين الاتحاد. وتبعا لذلك، كان على تركيا أن تنجز الفصل الأول المتعلق بمسائل العلوم التي تعتبر غير مثيرة للجدل.
بيد أن القبارصة أصروا على أنه قبل البدء في المفاوضات، يتعين على الاتحاد أن يذكر أنقرة بواجباتها لتوسيع نطاق تطبيقها اتفاق الوحدة الجمركية الأوروبية ليشمل قبرص وتسع دول أعضاء أخرى انضمت إلى الاتحاد عام 2004. ولا تتصل مطالب قبرص بأي مشاكل عملية في فصل العلوم والأبحاث، بل هو محاولة للضغط السياسي على أنقرة.
وعلى رغم أن تركيا وقعت اتفاقا في تموز 2005 لتوسيع اتحادها الجمركي ليشمل الأعضاء العشرة الجدد في الاتحاد الأوروبي، فإنها لم تطبقه بعد. ويتطلب القيام بذلك أن تسمح تركيا للسفن والطائرات القبرصية اليونانية باستخدام موانئها ومطاراتها، بيد أن تركيا ترفض ذلك ما لم يرفع الحظر الدولي المفروض على "جمهورية شمال قبرص التركية "المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وشددت قبرص كذلك على أن مفاوضات العلوم يجب ألا تنجز في يوم واحد، معللة ذلك بأن ختام الفصل الأول بسرعة سيكون مؤشراً لتقدم تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من دون مشاكل.
ووافقت قبرص عملياً على وثيقة تسلم إلى تركيا وتتضمن موقفاً أوروبياً موحداً في المفاوضات. وتنص الوثيقة على أن "الاخفاق (من تركيا) في تطبيق واجباتها الكاملة سيؤثر على التقدم الاجمالي في المفاوضات"، مشيرة الى ان إنجاز الفصل الأول موقت.
وصرح وزير الخارجية القبرصي جورج اياكوفو أن "هذا النص يفي بمتطلباتنا". وأضاف أن "على تركيا أن تفي بكل طلب. لا مفر".
وأبلغ وزير الخارجية التركي عبد الله غول، الذي وصل إلى اللوكسمبور بعد التوصل إلى الاتفاق بين قبرص وبقية الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى نظرائه الأوروبيين أن قضية قبرص يجب أن تحل في الأمم المتحدة لا في الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى إنهاء العزل الدولي للقبارصة الأتراك.
وقال مفوض التوسيع في الاتحاد الأوروبي أوللي رين ان الجمود أظهر لتركيا أن توسيع الاتحاد "ليس قطاراً سريعاً، ليس أوروستار"، الذي يربط لندن ببروكسيل وباريس.