يعترض الدكتور علي البغلي، وزير النفط السابق، على مظاهر الملصقات واليافطات الهائلة في المعركة الانتخابية، ويقول إن المرشحين حملوا هذه البدعة من لبنان، وكذلك شراء الأصوات.

وينسى التظاهرات. و«اللون البرتقالي» الذي استعاره بعض اللبنانيين من «ثورة أوكرانيا» دون حرج ودون حفظ للحقوق. والأوكرانيون كانوا استعاروه من رمز الحقد والتفرقة في ايرلندا الشهيرة، «ويم أوف أورانج». تتشابه المعارك السياسية في لبنان والكويت حتى في قانون الانتخابات. هنا خلاف على عدد الدوائر وهناك خلاف على عدد المحافظات، وترفع في البلدين الشعارات نفسها: محاربة الفساد. وثمة شبه مقلق آخر. فالدكتور أحمد الخطيب، أحد حكماء الكويت القدامى يقول إن «مستقبل الكويت مهدد». وربما كان يشير إلى هذه الحدة الشديدة في الخطاب السياسي. وثمة ما يقلق. فقد ظهرت مصطلحات جديدة في الحملة. منها الإشارة إلى «الدوائر الخارجية». أي ما هو خارج المدينة القديمة. وفي الذاكرة الكويتية التاريخية هناك «أهل السور»، أهل «الداخل» الذين حاربوا في سبيل الكويت. وثمة مصطلح جديد آخر هو «المجاميع السياسية» ويقابله في اللغة اللبنانية «الفعاليات السياسية». وكان الفرنسيون يسمون ذلك قبل الانقراض «الوجهاء».

خرج الكويتيون هذه المرة من الديوانيات إلى المخيمات وندوات الهواء الطلق في حرارة تبلغ 38 درجة عند منتصف الليل. وخرجوا إلى الانترنت و«البلوغرز» وقسوة الألفاظ والتهكم والاتهامات. وتحاول عناوين الصحف أن تختلف عن بعضها لكنها تلتقي عند إيقاع واحد. وحاول البعض إقامة قنوات فضائية خاصة بالمعركة، لكن يبدو أن المشروع أخفق. وأنشئت صحف خاصة للمرحلة بينها «البرلمان» التي ستغيب في نهاية المعركة، لكي تبدأ في الصدور مجموعة من الصحف الجديدة، تضاف إلى الصحف الرئيسية الخمس، التي تتقاسم سوقا محدودة من القراء، وسوقا كبرى من الإعلانات.

وأريد العودة إلى الدكتور علي البغلي وحكاية الملصقات وكونها اختراعا لبنانيا. لا نستطيع، يا مولانا، ويا للأسف، ادعاء هذا الاختراع. نحن مجرد موجة صغيرة في هذا الأوقيانوس العربي العظيم. رحم الله الرئيس أنور السادات. كانت صوره تملأ الدنيا: أميرالا، ماريشالا، مشيرا، وفلاحا غلابة. ومعه غليون انكليزي على طريقة اللوردات! وهل نسيت صدام حسين؟ بالكوفية والعقال. بالقبعة الأفرنجية العالية، بالمسدس. بالبندقية البيرتيا. بالبذلة اللانفان. بالبزة العسكرية. هذا للأسف، كل ما أستطيع أن أقدمه من أمثلة: رئيس في رحمة الله ورئيس سجين. الباقون، اعذرني يا مولاي: أولئك الذين ينشرون على صدورهم كل نياشين الأرض. وأولئك الذين تسبقهم الملصقات في زياراتهم الرسمية: حجم كل ملصق 4 أضعاف حجم رسم رئيس الدولة المضيفة. وأيضا أشكال ألوان. مثل السادات وبلا غليون. حفاظا على الصحة.