نضال الخضري

حتى لا نغرق في البقعة السوداء نحاول اختصار الحياة، أو حتى مد لون ما بين سنوات العمر المتلاحقة، فالأنثى تغرق مع التجاعيد التي تفضح كل حقائق الشباب أو نزوة الحياة، ثم تنتهي الصورة التي رسمها الذكور للجمال، بينما تبقى ملامح القسوة سمة يتباهى بها الرجال حتى "أرذل" العمر، لكن البقعة السوداء في النهاية لا تجرف الجميع نحو عمر يطول ويقصر، فنشهد سنوات القحط، أو لحظات الوقوف على مشارف نهاية العشق لنكتشف أن جرعة من الحب تكفي ...
في اللحظة التي أحاصر فيها بنظرات الشك والاتهام، فلا أصمت كما فعلت "مريم بنت عمران" ... لا أدخل إلى "المحنة" التي يغرقنا التراث بها، فأنا إن لم أرفع صوتي فلن أرفعه أبدا ... وإذا لم أمسح وجهي العشق، فلن أتذكر أن بسمة الأنثى تبقى ساحرة... فإذا تباهيت بعنفوان الحياة فلأنني ألوح للسنوات الجديدة وأعرف أنني لا أتحدث عن زمن أو جيل، ولا أمثل إناثا يقفن على مساحة محدودة من تعاقب الأعمار ... فالأنثى تبقى كما هي محشورة في تلاحق الثواني، ومكتوبة أيضا على مساحة السماء ... وقادرة على كسر رتابة الحياة بتلويحة فرح لحب جديد.

وعندما أسعى لجرعة حب فإنني أريد كتابة كل التفاصيل من جديد، لأن الزمن لا يحتمل اللون الأصفر أكثر من موسم واحد، ولا يحتمل أيضا تكوينا من القناعات الجاهزة عن الموت والحياة والإناث والذكور ... وحتى عن الجنس والدين، فلماذا لا أكسر كل ما أراه أمامي من أجل جرعة حب ... لماذا لا تحطمن تقليد التحايل على المشاعر وقلب الوجوه إلى "مؤخرات" شرهة لنظرات الذكور ... وعندما تستطيع واحدة أن تعيد لنفسها مساحة الحب التي تريدها فإننا سنكون "رابطة" العشق التي ترسم الحياة من جديد ...
ليس ضد "الحياء" أو التشبيه الأنيق الذي يتقن أصحاب اللحى استخدامه، فالأنثى ليست جوهرة لأنها لن تكون من مقتنيات الذكور ... والأنثى قابلة لتقلبات العمر ... والأنثى نموذج الحياة كما يراه الجميع على قسمات الوجوه منذ البراءة إلى لحظات اختفاء التفاصيل ... والأنثى حالة استثنائية بنظر الذكور ...

بينما تستمر الحياة بجرعة حب يحلم الجميع بها بينما يطالبنا "الحياء" بتخفي وراء "عفة" تملك تعريفا واحدا ...
أرى نفسي في عفوية اللحظة التي ترسم رغبة عشق سريعة ... وأرى نفسي كمن يبحث عن مجهول ابتدعه الذكور .. لكنني لو لم أوجد لما ظهر العشق كما يعرفه الجميع.