لوموند / 11-6-2006

ثلاثة معتقلين في غوانتنامو , سعوديان ويمني, وجدوا مشنوقين في زنزاناتهم صباح السبت, هذا ما شرحه خلال مؤتمر صحفي على الهاتف قائد القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا , الكونتر- أميرال هاري هاريس. وهذه أول حالات الموت انتحاراً التي يعترف بها الجيش الأمريكي منذ افتتاح المعسكر عام 2002. ولكن 23 سجيناً كان قد حاول إنهاء حياته , وآخرون أضربوا عن الطعام.

بالنسبة للجيش الأمريكي , يعتبر الانتحار أو محاولة القيام به , أفعال مقاومة . يجادل الكونتر- اميرال بقوله:" إنهم خبثاء, خلاّقون وحاسمون. ليس لديهم أي احترام للحياة , سواء حياتهم أوحياتنا. باعتقادي هذا ليس فعلاً يائساً , إنه فعل حرب غير متكافئة نحونا."

"القلق العميق"

أما جورج دبليو بوش فقد عبّر عن قلقه العميق إزاء هذه القضية الحسّاسة. وشرح الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو أن الرئيس أمر بأن تعامل جثث المعتقلين الثلاثة بكل احترام.وبدأ التحقيق من قبل دائرة التحقيقات الجنائية البحرية . ولم يصرّح عن اسم المعتقلين الثلاثة.

المدافعون عن حقوق الإنسان يرفضون أعذار الجيش الأمريكي. حيث يعترض مركز الحقوق الدستورية CCR)) وفيه يعمل عدة محامين يدافعون عن أكثر من 200 معتقل في غوانتنامو, ويقول الناطق باسم المركز :" هذه الانتحارات هي الإجراء الأخير بعد سلسلة طويلة من الأفعال اليائسة."

ويشرح المدير القانوني للمركز الآنف الذكر بيل غودمان :" إن كل ما يراه المعتقلون هو عقوبات عمياء لانهاية لها , بدون إمكانية الوصول إلى العدالة في المستقبل", وذلك خلال مؤتمر صحفي هاتفي. لقد أوقف معتقلي القاعدة العسكرية بمعظمهم في أفغانستان في خريف 2001. حوالي 760 سجيناً مروا بغوانتنامو, ومن بين ال460 الموجودين حالياً فقط 10 رجال اتهموا شكلياً والباقي لم يحاكم حتى الآن.

ماذا ستقول المحكمة العليا؟

إن الدعوة لإغلاق غوانتنامو تزداد إلحاحاً حول العالم . ففي يوم الجمعة تطرّق رئيس الوزارة الدانماركي, أندرس فوغ راسموسن, وهو حليف مقرّب , تطرّق إلى موضوع أحوال السجناء.

ويدافع جورج دبليو بوش بالقول :" نريد أن نرى ( غوانتنامو) فارغاً". ويشرح أنه ينتظر قرار المحكمة العليا , والمنتظر خلال الأسابيع المقبلة , لمعرفة إذا كانت المحاكم العسكرية التي أنشأتها حكومته لتحاكم المعتقلين " الخطرين على أمن الولايات المتحدة " هي محاكم شرعية أو أن المعتقلين يجب أن يحاكموا في محاكم مدنية .

في بداية شهر آذار , نشر الجيش رسالة لأحد المعتقلين من أصل بحريني , جمعة الدوسري , والتي سلمّت لأحد المحامين في شهر تشرين الأول , قبل محاولته الانتحار. وجاء فيها :" تذكروا دائماً مئات المعتقلين في غوانتنامو, كوبا, الذين يقبعون في ظروف الألم والتعاسة . لقد أوقفوا , عذبوا وسجنوا بدون سبب(...). متى ستنتهي هذه المأساة؟

لقد ترك المنتحرون الثلاثة رسائل أيضاَ يوم السبت. لم يفصح الجيش الأمريكي عن محتواها .