ايلاف

قالت مصادر إسرائيلية إن إيران اقترحت الاعتراف بإسرائيل ووقف دعمها لـ"الإرهاب" إلا أن الولايات المتحدة عارضت هذا الطرح. ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن صحيفة واشنطن بوست إن صفحتين خرجتا من آلة الفاكس في قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية قبل نحو ثلاث سنوات كانتا كفيلتين بتغيير وجه الشرق الاوسط برمته. وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة رفضت اقتراحا ايرانيا لترتيب العلاقات بين الدولتين، بما في ذلك الاعتراف باسرائيل ووقف التأييد للارهاب.

وأضافت: "يدعي مسؤولون كبار في الادارة الاميركية بانه في العام 2003، بعد وقت قصير من اجتياح العراق وسقوط نظام صدام حسين، تسلموا رسالة مفاجئة من الحكم في طهران من خلال السفارة السويسرية في واشنطن. والوثيقة التي وصلت الى وزارة الخارجية الاميركية تتضمن اقتراحا ايرانيا بالمفاوضات مع الولايات المتحدة تسمح هذه لطهران بتطوير تكنولوجيا نووية "لاهداف مدنية"، تمتنع عن فرض العقوبات عليها، وتعترف بما وصفه الايرانيون "بمصالحهم الامنية المشروعة".

وبالمقابل، هكذا حسب "واشنطن بوست" وافق الايرانيون على التعاون مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق ببرنامجهم النووي، وقف التأييد لمنظمات الارهاب الفلسطينية ومساعدة الاميركيين في تحقيق الاستقرار في العراق. ولكن البند الاهم في الاقتراح هو التعهد الايراني بالاعتراف بحق دولة اسرائيل في الوجود الى جانب دولة فلسطينية مستقلة، حسب مسار المبادرة السعودية التي كانت في ذلك الوقت على جدول الاعمال. تريتا بارسي، الخبير في الشؤون الايرانية من معهد البحوث الواشنطوني كرينغي، والذي كان رأى الوثيقة بنفسه، يدعي بان الايرانيين كانوا مستعدين لاتخاذ نهج سلبي تجاه اسرائيل على نحو يشبه ماليزيا الاسلامية.

وكان وضع الوثيقة أغلب الظن سفير ايران في فرنسا، سدج كرزاي، وتلقى المصادقة عليها من الرئيس الايراني في حينه محمد خاتمي، من الجناح المعتدل، ومن الزعيم الروحي علي خمينائي، صاحب الكلمة الاخيرة في كل ما يتعلق بسياسة بلاده الخارجية. وحسب محافل أميركية كانت على صلة بمعالجة الوثيقة، فان الاقتراح الايراني وصف بانه "جدي ومحترم". غير أنه في ذلك الوقت اعتقدت محافل التقدير في الادارة الاميركية بان نظام آية الله في طهران لن يطول، ولهذا فقد تجاهلت الاقتراح. وقال للصحيفة أحد كبار المسؤولين في الادارة ممن كان لهم ضلع في معالجة الوثيقة ان "الايرانيين لم يكونوا قد استخدموا بعد أجهزة الطرد المركزي ولم يخصبوا اليورانيوم". واضاف معترفا بـ "اننا كنا أسرى احتمال تغيير النظام".