نشرت صحيفة "هآرتس" نتائج استطلاع للرأي اجراه معهد الدراسات السياسية برئاسة الدكتور خليل الشقاقي جاء فيه ان 47 في المئة من الفلسطينيين سيصوتون مع وثيقة الاسرى و44 سيقاطعون الاستفتاء تجاوبا مع طلب حركة "حماس" التي تعتبر ان الاستفتاء يزعزع الاسس الشرعية لحكومتها.

وفي حين اهتمت الصحف الاسرائيلية بحركة الاحتجاج التي بدأها سكان سيدروت ضد استمرار سقوط صواريخ "القسام" على بلدتهم نشرت صحيفة "هآرتس" الأحد مقالاً لتسفي برئيل انتقد فيه السياسة الاسرائيلية المتبعة ضد "حماس"، وننقل بعض ما جاء فيه: "ما الذي حدث فعلا؟ هل صحيح ان رئيس جهاز الشاباك اتصل بمحمود عباس او ربما بمحمد دحلان وقال له بلهجة حادة قاطعة اذا لم يوقف اسماعيل هنية فورا اطلاق صواريخ "القسام" فسيقتل كبار زعماء "حماس"؟ وماذا جرى؟ هل ارتعب هنية وامر قيادة عز الدين القسام احمد الجعبري بوقف اطلاق الصواريخ؟ ما الذي يقولونه لنا بالضبط؟ ان التهديدات الشفوية او المبطنة كافية لوقف صواريخ "القسام"؟

واحد من اثنين: اما انهم يكذبون علينا ووقف صواريخ "القسام" هو قرار داخلي اتخذته "حماس" ردا على الاغتيالات الاسرائيلية ثم عادت لتلزم نفسها هدنة تستطيع في اي لحظة ان تخرقها باطلاق النار، ام انهم يكذبون علينا، وكان في الامكان طوال الوقت التوصل الى اتفاق مع "حماس" بلمح البصر على كل ما له علاقة بالتعاون الامني؟ وفقا لتصريحات زعماء "حماس" يبدو انهم مستعدين للتفاوض مع اسرائيل حول نوعين من الهدنة: هدنة تدوم عشرات الاعوام اذا انسحبت اسرائيل من كل المناطق، اي نوع من هدنة دائمة، وعلى وقف اطلاق للنار قصير المدى من اجل ادارة الشؤون اليومية.

اسرائيل تريد النوعين من الهدنة، ولكن من دون مفاوضات ولا تنازلات. وحتى "حماس" مستعدة للموافقة على ذلك بشرط ان تستطيع تسيير شؤون حكومتها، وادخال المال الى خزينتها تماما مثلما فعلت السلطة في مرحلة ياسر عرفات وعباس، وهذا ما ليست اسرائيل مستعدة له.

ما تطلبه اسرائيل من السلطة، التي لا تعترف بها، ليس تسليم سلاحها فحسب، وانما اجبار بقية التنظيمات على وقف اطلاق النار، وكل ذلك مقابل لا شيء. وحتى لو تشجعت "حماس" وقامت بذلك، وحتى لو دافعت عن حدود الدولة، فانها تبقى في نظر اسرائيل تنظيما ارهابيا لا يعترف باسرائيل والمطلوب منه ان يدافع عن حدودها.

ليس هذا التناقض الاول في العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ولكن من المفيد ان نسأل سكان سيدروت الى اي مدى يهمهم اعتراف "حماس" باسرائيل او تأييدها لحق العودة او تبنيها لخريطة الطريق. هم يرغبون في الهدوء ولا يفهمون لماذا اسرائيل غير مستعدة لإرساء علاقتها بـ"حماس" على اساس مفاوضات عملية...".