معاريف

حغاي مسغاف
( محاضر في مركز شبيرا والجامعة العبرية)

ثمة مجموعة من الأسئلة لا بد من طرحها على الحكومة في أعقاب اطلاق صواريخ القسام ونتائج فك الارتباط.
هل يُعقل أن لا يعرفون أنه عندما تتعرض مدينة داخل أراضي الدولة السيادية والمعترف بها للقصف اليومي، فهذا يعني أننا في حرب؟ هل يُعقل أنهم لا يسمعون أنفسهم وهم يقولون "إذا استمر اطلاق القسام"، بينما يستمر اطلاق الصواريخ منذ خمس سنوات حيث سقط آلاف صواريخ القسام؟ هل من الممكن أنهم يتظاهرون بأنهم لا يسمعون ولا يرون كي لا يبدو أن فك الارتباط كان مجانياً؟ هل من الممكن أنهم يخجلون من آلاف الذين فًصلوا، طُردوا، والذين لا زال كثيرون منهم يتجولون من دون بيت حتى اليوم، من دون سبب ولا مقابل؟ أيُعقل أنهم لا يرون أنه لم يُنفذ أي وعد من تلك التي تعهدوا بها ـ أمن، اعتراف دولي، فرصة فلسطينية،استثمارات ومساعدات أميركية؟ هل يُعقل أنهم لم يستوعبوا بعد أن فك الارتباط كان كارثة؟ هل من الممكن أن وزير الدفاع بيرتس لا يملك أي فكرة عما يحصل؟
هل من الممكن أن يكون إيهود أولمرت قد اعتقد أن إدارة هذه الدولة تشبه تقريباً إدارة المدينة، وأن الفارق يكمن فقط في الحجم؟ هل يُعقل أنه لم يكن لديهم أي خطة منظمة للمستقبل؟
هل من المعقول أن هذا الحزب البراغماتي الذي تعهد بأن لا يتمسك بأي إيديولوجيا، يتمسك الآن بالانطواء باعتباره مخرجاً مشيحانياً من الواقع الذي يتحملون مسؤولية نشوئه؟
وهل يُعقل أنه فقط بعد سقوط صاروخ على روضة أطفال، أو على بيت، أو في شارع، وبعد مقتل عشرات الأشخاص، بعد كل هذا فقط يتم اتخاذ القرار الحاسم؟ أم أنهم سيتحدثون عندها عن ضبط النفس أيضاً؟ ألا يرون أن أحدا لم يعد يتأثر من تهديداتهم، لأنها من دون أي رصيد؟ هل يُعقل أنهم يعتقدون أن الجمهور مُغفل؟
ربما نحن من أولئك الذين يسمحون بإدارة حياتهم ومماتهم على يد هذه المجموعة الفظة من العاجزين؟