بهية مارديني......ايلاف

بعد ان نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة وجود نائب سوري سابق معارض للنظام في بلاده ، طلبت السلطات الأردنية من المعتقل السياسي السابق والنائب السوري السابق مامون الحمصي (50 عاما)مغادرة عمان.

الحمصي ، وهو من معتقلي ربيع دمشق (2001-2006) ، قد غادر سوريا من أجل القيام بحملة دولية لاطلاق سراح سجناء الرأي وخصوصا الموقعين على اعلان بيروت دمشق وطالب المجتمع الدولي بتوجيه انذار إلى الحكومة في سوريا بسحب السفراء لديها إذا لم تستجب إلى نداءات المجتمع الدولي بالافراج عن معتقلي الراي والمعتقلين السياسيين في سجونها واخرهم المعتقلين على خلفية توقيعهم على الاعلان لتصحيح العلاقات السورية اللبنانية. وقال الحمصي "ان هذه الأيام عصيبة بعد أن صعّد النظام في سوريا من قمعه وخروقاته في مجال حقوق الإنسان ونقضه لكل الأعراف والمواثيق الدولية والاتفاقيات الموقعة وللدستور السوري الذي يضمن حرية التعبير بالطرق السلمية " .

و اعلن الحمصي بعد طلب الحكومة الاردنية "بأنه سيغادر عمان الى جهة غير معروفة"مستبعدا لبنان حيث اجرى لقاءات مع مراسلين مؤخرا. واكد أنه سيستمر في الضغط على سوريا لإطلاق سراح المعتقلين الذين وقعوا على الإعلان بغض النظر عن البلد الذي سيكون فيه.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد اجرى اليوم اتصالا هاتفيا مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني تمت خلاله "مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين " بعد اتصال من الرئيس المصري من حسني مبارك امس وبعد اعلان تاجيل القمة بينهما المزمع عقدها الثلاثاء وتردد انها حتى يوم الخميس ، و تم خلال مكالمة الاسد عبد الله استعراض الاعمال التحضيرية لاجتماع اللجنة العليا السورية الاردنية المشتركة التي ستعقد اعمالها فى دمشق نهاية الشهر الجاري ورددت مصادر صحافية نقلا عن معارضين ان سورية اشترطت طرد الحمصي من عمان حتى يتم عقد اجتماع اللجنة العليا بين سورية والاردن.

و يدل طلب الحكومة الاردنية من الحمصي مغادرة اراضيها على ان الخلاف السوري الاردني ليس فقط على خلفية اتهام جهات أردنية سورية بأنها وراء قيام عناصر من حركة حماس الفلسطينية بتهريب أسلحة إلى الأردن عبر سورية، او استنكار سورية اتهامها من قبل الاردن معتبرة أن اقحام اسم سورية في هذا الادعاء أمر لا يخدم العلاقات الأخوية القائمة بين سورية والأردن الا انه يدل على ان دمشق باتت حساسة لاستقبال معارضين في دول الجوار مثل استقبال وفد الاخوان المسلمين المعارض في لبنان وهو ما اعتبرته مصادر سورية خطا من قبل الحكومة اللبنانية وسببا من اسباب عدم استقبال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في دمشق الى جانب مسائل اخرى .

وكان الناطق باسم الحكومة الاردنية قال إن "النائب السوري السابق المعارض مأمون الحمصي لا يقيم في الأردن كما أنه لم يقدم أي طلب للقدوم إلى الأردن"، مؤكداً ان بلاده "لن تسمح لأي جهة أو أي شخص بممارسة أي نشاط سياسي ضد أي دولة عربية انطلاقاً من أراضي المملكة".