هتسوفيه

طولي فيكرش

أثبت رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس، في الاسابيع الأخيرة، انهما سائران على طريق الخداع السابقة لرئيس الحكومة الأسبق أريئيل شارون. فالوضع صعب والانتقادات الشعبية تتصاعد، وهذا هو الوقت المناسب لخلق خدعة من اجل تجاوز موجة الانتقادات الحالية بسلام، ومواصلة السير نحو الامام.
هجمات القسام على سديروت، حولت حياة السكان هناك الى كابوس مستمر، ووضعت وزير الدفاع عمير بيرتس امام موجة انتقادات شعبية وسياسية، في ضوء الرد المتعثر للجيش الاسرائيلي والمؤسسة الامنية. فالجميع هاجم غياب الرد غير الملائم على صليات الصواريخ التي تتساقط على سديروت وجوارها.
ثمة خطة كاملة للاخلاء: يتم البدء بمشكلة مع تغطية اعلامية وجماهيرية، يعود المستوطنون الى الشوارع والمواقع الاستيطانية، وربما تحصل مواجهات مع قوات الامن، تحصل اعتقالات ومظاهرات، وحينها من سيتذكر سديروت واخفاق صواريخ القسام؟ لا وابل الصواريخ على اسرائيل ولا الخوف على سلامة وأمن سكان سديروت ولا الخطر الجدي لزيادة مدى صواريخ القسام هو ما يشغل البال، ولكن فجأة ما يهم وزير امننا هو المواقع الاستيطانية.
لو لم يكن هذا الامر محزنا ومؤلماً، لكنا انفجرنا ضحكاً، بيرتس يريد وقف صواريخ القسام من خلال بعث رسائل متشددة؛ أما المواقع الاستيطانية المعزولة فينوي اخلاءها بالقوة، وبحزم وربما من دون اية مشاعر.
ثمة من قال ان الامر يتعلق بمناورة سياسية مكشوفة. وربما ليس الهروب من معالجة صواريخ القسام هو السبب الذي يحرك بيرتس، وانما الذي يحركه هو تحقيق الهدوء في الجبهة الداخلية لحزبه.
في محيط أولمرت يعرفون على ما يبدو انه كما فك الارتباك، فان خطة الانطواء هي اكسير الحياة بالنسبة له ولوسائل الاعلام المناصرة، والمؤيدة بحماس لخطة الاقتلاع رقم اثنين. وكما قلنا لا يوجد افضل من هذه الخدعة لتجاوز موجة الانتقادات بسلام ومواصلة السير بطريق آمن نحو الاخفاق القادم.