محمد ظروف .....الوطن القطرية

هل هناك من «وصفة سحرية» لإعادة العلاقات السورية - اللبنانية خاصة والعربية - العربية عامة إلى دائرة الاستقرار والتجاذب بعيدا عن دوائر الأزمات والمواجهات والمعارك الدون كيشوتية؟

ولماذا يصر البعض على الاستمرار في التصعيد والدفع بهذه العلاقات نحو «مواجهة شاملة» في الوقت الذي تقتضي تطورات الوضع الإقليمي الذهاب نحو التهدئة، من أجل مواجهة استحقاقات المرحلة القادمة، بدءا من الانسحاب الأميركي من العراق، وانتهاء باستئناف المفاوضات على المسار الإسرائيلي - الفلسطيني؟ان مشكلة بعض اللبنانيين والعرب تكمن في المراهنة على الخارج ولو على حساب مصالح الأوطان والأمة، فهناك فريق من اللبنانيين ارتضى لنفسه ان يصبح جزءا من المشروع الأميركي لاسقاط النظام السوري! وهذا الفريق أصبحت له حساباته الخاصة، التي تتعارض بقوة مع مصالح وتطلعات معظم الشعب اللبناني، حيث يفكر الجميع بضرورة، إقامة افضل العلاقات مع سوريا! ومع ذلك، فان هذا الفريق اللبناني، انقلب حتى على العواصم العربية التي ساندته ووقفت إلى جانبه وشدت من أزره في المرحلة السابقة، الأمر الذي يشير إلى ان المستهدف ليس فقط العلاقة السورية - اللبنانية، بل العلاقات بين الدول العربية قاطبة! وليس مستغربا ان ينضم هذا الفريق اللبناني - في وقت لاحق - إلى قوى المعارضة للعواصم العربية التي كانت السبب في ظهور ما يسمى «فريق 14 آذار» في لبنان، لان من يقبل التآمر على دولة عربية بعينها، سيكون مستعدا للتآمر على دول أخرى، على قاعدة، «نخدم من يدفع أكثر»!! وهذا يفسر الأزمة الصامتة القائمة حاليا بين هذا الفريق اللبناني وقياداته وأكثر من عاصمة عربية، وكأن هؤلاء اكتشفوا فجأة ان تآمر بعض اللبنانيين على سوريا، يمكن ان يفتح الباب أمام زعزعة حالة الاستقرار على مستوى المنطقة وهذا أمر لا يخدم مصالح «عرب أميركا» و«عرب روسيا» بل سيقود إلى نوع من الفوضى غير الخلاقة ومن هنا التأكيد على أهمية التفكير في اجتراح «وصفة سحرية» لتجميد الخلاف السوري - اللبناني، لان ذلك يشكل مقدمة لحالة انفراج أكبر في مشهد العلاقات بين الدول العربية، وبات المطلوب هو عقد قمة عربية طارئة أو عادية، تكون مكرسة لطرح كل اشكال الخلافات العربية ومستوياتها، ومناقشة كل خلاف بروح جديدة، تمهيدا للوصول إلى حلول لكل المشكلات القائمة.