ثلاث رسائل قوية وشت بما يفكر في الرجل بعثها المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني من خلال تصريحاته الاخيرة حول الوضع في سوريا وهذه التصريحات تنسف ما اعلنته الكتلة المسماة بجبهة الخلاص الوطني التي جمعت البيانوني والمنشق السوري عبد الحليم خدام واحزابا كردية في لندن من انها لن تستعين بالاجنبي لتغيير النظام في سوريا، اولى هذه الرسائل الموجهة للغرب هي قوله ان حركته مستعدة لاجراء مباحثات سلام مع اسرائيل اذا تولت السلطة والرسالة الثانية هي ان الحركة ستلغي حالة الطوارئ وتجري انتخابات وتطلق سراح السجناء السياسيين وتعهد البيانوني في رسالته الثالثة بتنحي جماعة الاخوان المسلمين اذا لم تفز بالانتخابات أو اطيح بها في انتخابات لاحقة وهذه الاغراءات موجهة للداخل والخارج السوري على حد سواء وهو يساهم من خلال هذه الرسائل بمحو الصورة النمطية عن الاسلاميين في الغرب على انهم لا يقبلون تداول السلطة واجراء الانتخابات والسير في النمط الغربي للديمقراطية ولكن الاخطر في هذه الرسائل هو ابداء البيانوني استعداد حركته للدخول في مفاوضات مع اسرائيل كبديل للقيادة السورية الحالية وهذه الرسائل تتناقض مع رسالة المصالحة التي بعثت بها الحركة قبل عامين للقيادة السورية والتي أبدى فيها البيانوني استعداد الحركة لدخول الحياة السياسية في سوريا كجزء من الاحزاب في ظل النظام الحالي. الا ان النفس الجديد الذي تحدث به البيانوني يوحي بأن عملية تغيير النظام من الداخل او دون الاستعانة بالاجنبي لم تكن سوى شعار مرحلي بانتظار دخول الاطراف الغربية الراغبة بتغيير النظام في سوريا على خط ما يسمى جبهة الخلاص وهذا التوجه كشفه تصريح البيانوني بأن الضغط الاجنبي يمكن ان يؤدي لانهيار الحكومة السورية وان الخوف مما يجري في العراق هو السبب في عدم وجود ضغوط كبرى على دمشق لاسقاط النظام وفي هذا التصريح دعوة مباشرة للولايات المتحدة وللقوى المعادية لدمشق للتعاون مع جبهة الخلاص لتغيير النظام في سوريا وتابع البيانوني لهجته التحريضية بالقول ان النظام خائف من الاوضاع الداخلية مما ادى لقمع متزايد واتهم دمشق مباشرة بالتورط باغتيال رفيق الحريري .ان توجهات جبهة الخلاص وتبدل مواقفها تشابه الى حد بعيد سيناريو تحالفات المعارضة العراقية قبيل اسقاط النظام في العراق ولكن البيانوني نسي ايضا ان التشابه يشمل الافلاس السياسي ايضا وان طموحاته في دور جديد في سوريا تتشابه مع طموحات المعارضة العراقية التي استعانت بالدعم الغربي ثم اختفى جميع رموزها لذلك فعلى السيد البيانوني ان يحدد أولوياته اولا فيما اذا كانت تتعلق بحكم سوريا او في اصلاح نظامها او مجرد الانتقام من قيادة طالما عاداها وتحالف مع احد اهم رموزها الآن.