عن ايران تحدث العامل النشط في احدى «ادارات» الادارة الاميركية قال: «الخيار العسكري في التعامل مع ايران سيبقى على الطاولة مع كل الخيارات الاخرى. لكن الافضلية تبقى للديبلوماسية، وسيأخذ ذلك وقتاً. على كل حال لن تقول ايران للذين قدموا اليها «رزمة الحوافز» لاقناعها بحل لنشاطها النووي يمنع نجاحها مستقبلا في صنع سلاح نووي نحن نرفض هذه الحوافز أو نقبلها. بل ستساوم، اي ستقدم مشروعا مضادا وسيدرسه المجتمع الدولي، وسيقدم بدوره مشروعا آخر تدرسه ايران. وهكذا دواليك الى ان تنجح المفاوضات بين طهران والمجتمع الدولي او الى ان تفرط».
هل تحتاج اميركا الى ايران لحل مشكلتها في العراق؟ علما ان ايران تعتقد ذلك ولهذا السبب رفضت ما كانت قبلته سابقا وهو الحوار الثنائي مع الولايات المتحدة حول العراق. اجاب: «في العراق رئيس حكومة جديدة هو نور المالكي لم نختره نحن بل اختاره العراقيون. ويبدو انه مصمم على العمل والنجاح. هل هناك نسبة قليلة من امكان نجاحه في مهمته؟ لا اعرف. سيظهر ذلك خلال الاشهر الستة المقبلة. على كل، الحرب الاهلية قد تقع في العراق اذا لم تتوافر الحلول. هذا اذا لم تكن بدأت. وهذا النوع من الحروب مرشح لان ينشب في اكثر من دولة في المنطقة، مثل لبنان والاراضي الفلسطينية والخليج. طبعا لا بد من الاشارة هنا الى ان جنودنا وقواتنا في العراق قد يصبحون رهائن في حال عدم توصل طهران وواشنطن الى تسوية. لكن عليك الا تنسى ان امكانات اميركا كبيرة. وان دول هذه المنطقة، اي منطقتكم، او على الاقل معظمها مشهورة بالحسابات الخاطئة».
ماذا عن المملكة العربية السعودية؟ سألت. اجاب: «يريد الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ان يترك بصمته على بلاده. وهو ينفق مليارات الدولارات لهذه الغاية. اما على الصعيد الاقليمي فانه يريد ان يهدىء (Pacify) ايران . ولا يريد مشكلة مع احد. انه مع الانكفاء الى الداخل لانه لا يريد التورط في اي مشكلة. وهذا الانكفاء يسري ايضا على لبنان وسوريا. عنده مشكلة داخلية اسمها الارهاب. وهو يكافحها بجدية وصلابة رغم انها ليست قليلة او سهلة على الاطلاق».
ماذا عن مصر وهل لا تزال تستطيع القيام باي دور مع الفلسطينيين بغية تهدئة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والتمهيد لمفاوضات بين طرفيه قد تؤدي الى تسوية؟ اجاب: «لا تستطيع مصر ان تقوم باي دور على الصعيد الفلسطيني، الا طبعا في الصحف ووسائل الاعلام المتنوعة. الأمر الوحيد الذي تستطيع القيام به هو اتخاذ اجراءات صارمة Crack down ضد «حركة حماس» الفلسطينية وخصوصا بعدما اشار المسؤولون المصريون وللمرة الاولى الى مسؤوليتها عن التفجير الارهابي الذي حصل في سيناء قبل مدة. ومن شأن ذلك إضفاء بعض القوة على النظام المصري الذي صار مترهلا. يعتقد هذا النظام ان له دورا فلسطينيا ويعبّر عن ذلك علانية، لكنه يعرف ضمنا انه لا يستطيع ان يفعل شيئا. اذا ضربت مصر «حركة حماس» وتحكمت بالمعابر مع غزة القائمة على حدودها، فان هذه الحركة ستتأذى كثيرا. ولكن هل تضربها؟ وماذا سيكون رد فعل «الاخوان المسلمين» المصريين على ضربة كهذه، وخصوصا ان «حماس» و»اخوان» فلسطين ولدوا من رحمهم. على كل حال ان هذا الوضع هو الذي يجعل الاردن «يرفض» حدودا مباشرة مع الضفة الغربية. ماذا ستفعل مصر حيال كل ذلك؟ لا اعرف».
ماذا عن اسرائيل والانسحاب الاحادي من الضفة الغربية الذي يدفعه رئيس وزرائها ايهود اولمرت؟ اجاب العامل النشط في احدى «ادارات» الادارة الاميركية نفسه: «لا اعتقد ان اولمرت سينفذ خطة الانسحاب الاحادي التي وضعها آرييل شارون. فهو ليس شارون الذي كان موثوقا جدا به من الشعب الاسرائيلي، ولاسيما في الموضوع الامني. الارقام المؤيدة له داخل اسرائيل بدأت في التراجع وذلك رغم الغالبية الرقمية التي تتمتع بها حكومته في الكنيست. لن تستطيع اسرائيل اولمرت الانسحاب من الضفة».
يبدو أن المجتمع الدولي، وتحديدا اميركا وفرنسا وبريطانيا التي زارها رئيس الوزراء الاسرائيلي، غير متحمسة للانسحاب الاحادي. قلت. رد: «نعم، وخصوصا ان الانسحاب لا يزال فكرة او مبدأ. ولا يزال يفتقد خطة تنفيذية عملانية. وعليه قبل ان يطلب دعم المجتمع الدولي، وكي يحصل على هذا الدعم، ان يقدم اليه خطة كهذه ويأخذ رأيه فيها. الوزراء داخل حكومة اولمرت يطرحون اسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، ويحاولون ايجاد اجوبة عنها قبل اتخاذهم اي قرار في شأنها. وليس هناك ما يضمن ان يبقى الرأي العام الاسرائيلي بعد سنة من الآن او على الاقل، بعد سنة من الانتخابات العامة التي اوصلت اولمرت الى رئاسة الحكومة، على موافقته على الانسحاب الاحادي. وهي موافقة ابداها اثناء الانتخابات. اما في الاراضي الفلسطينية» تابع العامل النشط نفسه»فان حكومة «حماس» تسقط ولن تستطيع القيام باي شيء. اميركا لن تتعامل معها لانها منظمة ارهابية، ولانها تريد دولة اسلامية على ارض فلسطين بكاملها رغم كلامها احيانا عن احترام حدود الـ1967. رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس لن يفعل شيئا بدوره. والحال الاقتصادية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ستسوء. وقد تنشب فيها حرب اهلية».
ماذا عن الاستفتاء الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس؟ اجاب: «قد يحصل هذا الاستفتاء. وقد لا يحصل. وعلى الارجح لن يحصل، علما ان حصوله لن يقدم اي جديد يساعد على تهدئة الامور او على دفعها في اتجاه الحلول».
ماذا قال مسؤول مهم آخر في احدى «ادارات» الادارة الاميركية عن لبنان وسوريا والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي؟