تعقد اللجنة الأردنية السورية المشتركة العليا اجتماعاتها في دمشق برئاسة رئيسي الوزراء في ظرف بالغ الدقة والخطورة والتعقيد ويتطلب اقصى درجات التنسيق على المستوى العربي وتنحية اية خلافات أو مشاكل عالقة جانبا لتتقدم اولوية مواجهة الاستحقاقات والتحديات الراهنة وهي تطال الجميع على كل الاعتبارات الاخرى ومن هنا فان اللقاء الأردني السوري هذا من اهم اللقاءات العربية والذي يعول عليه فتح كل الملفات العالقة بصراحة ومباشرة وازالة الاحتقان ووضع العلاقات على مسارها الصحيح للتأسيس لحلول شافية وهذا امر ليس بالسهل ولعل الاتصال الهاتفي الذي تلقاه جلالة الملك عبد الله من الرئيس بشار الاسد والحديث الذي جرى بينهما يمهد الطريق لنجاح اللقاء ويفصح عن النوايا الطيبة ويجعل من حرارة المصافحة واشارة القائدين عاملا ايجابيا لمداخل عملية وجدية وعناوين صريحة ومفيدة لطبيعة المباحثات حتى لا تبقى في اطار الشكليات والبقاء على القضايا الشائكة معلقة.

ولعل من الامور الاكثر الحاحا التي تحتاج إلى وضعها على طاولة المباحثات وفتح ملفها بصراحة ودون مواربة موضوع المياه بكل تفاصيله وتفرعاته ولان مضامين الحديث في هذا الموضوع ظلت على امتداد سنوات سابقة تبحث بلغة دبلوماسية ناعمة وبحساسية شديدة وانتقاء بالغ للكلمات التي يجري تداولها بهذا الشأن والتي تتعارض مع مستوى جدية الوضع وشدة الحاجة إلى الماء والذي يصل حد العطش. وموضوع المياه العالق بين الأردن وسوريا موضوع قديم وتحكمه اتفاقات ومواثيق ثنائية ودولية وهو موضوع ساخن لكن التعامل معه يتم ببرود ويشمل موضوع مياه اليرموك والابار الارتوازية المحفورة بالالاف في الاراضي السورية وعلى امتداد الحدود والتي تستنزف بالنتيجة مخزون الحوض المائي المشترك وكذلك السدود المقامة في الاراضي السورية لحجز مياه الامطار مما يحول دون جريانها في الاودية ويحرم الأردن من الاستفادة منها في تعزيز مخزونه وبالتالي استمرار تدفق المياه باتجاه السدود حتى لا تجف علاوة على التفاصيل المتعلقة بسد الوحدة.

ومعروف لكنه غير معلن على الملأ أن للاردن حقوقا مائية مستحقة بذمة سوريا لا يحصل عليها كاملة واحيانا يحصل على جزء منها وبالقطارة وبشق الانفس تبعا للظروف السياسية ولبارومتر العلاقات الثنائية مع أن العطش يتهددنا بخطره واكثر من ذلك هناك ضرورة لحماية المياه المسالة الينا وتنقيتها من أي اثر أو مصدر للتلوث والمأمول إن يحل الشقيقان اشكال العطش ولو بتقاسم جرعة الماء وبحيث تسلك قنوات التواصل والتفاهم بين البلدين مع تدفق المياه بدون عوائق وبدون ضغوط وبخلاص من الاستقواء وانعكاسات السياسة فهذا مدخل مهم لعلاقات جوار واخوة نقية وحميمية .