الشرق الأوسط»
هجوم فاشل على قافلة أميركية يوقع قتيلين.. وإصابة 3 جنود ألمان

أهالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المديح امس على الرئيس الافغاني حميد كرزاي، ملقية بثقل واشنطن وراء الزعيم الافغاني الذي تدنت شعبيته ويحاول احتواء تزايد الهجمات التي تشنها حركة طالبان. وتعهدت رايس التي وصلت امس الى افغانستان قادمة من باكستان للقاء كرزاي بمواصلة دعم واشنطن للرئيس الافغاني الذي يواجه مقاتلي طالبان ويسعى لتحسين الظروف المعيشية لمواطنيه. ويمكن لزيارة رايس أيضا ان تسكت انتقادات الديمقراطيين خلال عام التجديد النصفي للكونغرس والذين يقولون ان ادارة الرئيس جورج بوش تجاهلت المخاطر العسكرية في افغانستان بسبب تركيزها على حرب العراق.
وقالت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني: «لا اعرف شخصية تحظى بهذا القدر من الاحترام في صفوف الاسرة الدولية مثل الرئيس حميد كرزاي لقوته وحكمته وشجاعته». وتابعت ان الادارة الاميركية تعتقد بان كرازي «رجل غير عادي» و«افغانستان محظوظة» لان كرزاي يتولى رئاستها. واضافت متوجهة الى الشعب الافغاني: «ان رئيسكم يحظى باعجاب كبير في العالم اسوة بانجازات الشعب الافغاني». وقالت ايضاً ان لدى افغانستان «اعداء مصممين ولا يرحمون لكنهم لن ينجحوا» و«انني واثقة تماما بان مستقبل افغانستان الديمقراطي والمؤسسات الديمقراطية تزداد قوة وتتعزز كل يوم».

وتأتي هذه الاشادات الأميركية بكرزاي بعد تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية الاثنين الماضي، قال ان الرئيس الافغاني يفقد بعض الدعم في الداخل ويفقد دعم حكومات أجنبية.

وبعد زيارتها لكابل، توجهت رايس امس الى موسكو للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية دول «مجموعة الثماني» تمهيداً لقمة قادة دول المجموعة المقررة منتصف الشهر المقبل.

وكانت رايس بدأت جولتها للمنطقة اول من امس بزيارة اسلام آباد حيث قالت للصحافيين بعد اجتماعها مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف: «نحن وافغانستان وباكستان سنوحد جهودنا كما فعلنا في السنوات الماضية نحو هدف القضاء على خطر القاعدة وطالبان». وأكدت ان الامر الذي نريد التركيز عليه هو التعاون الاميركي الافغاني الباكستاني في هذه المنطقة». وتهدف زيارة الوزيرة الاميركية للمنطقة ايضاً الى حمل باكستان وأفغانستان على التخلي عن خلافاتهما وتحسين جهودهما المشتركة لمواجهة قوات طالبان في المنطقة الحدودية. وجاءت زيارة رايس الى افغانستان بعد شهر على الاضطرابات العنيفة التي هزت العاصمة الافغانية واوقعت عشرين قتيلا. ورغم ان تلك التظاهرات الدامية انطلقت احتجاجا على حادث سير تسبب به جنود اميركيون، فانها عبرت في الوقت نفسه عن استياء الافغانيين من بطء عملية اعادة الاعمار التي باشرها المجتمع الدولي وحظيت بمساعدات وصلت قيمتها الى مليارات الدولارات. ورغم تسجيل معدل نمو مرتفع في افغانستان، فان البطالة تتفشى بنسبة مرتفعة جدا في هذا البلد ولو انه يصعب تقديرها بدقة. وقام المتظاهرون بنهب وتخريب قسم من وسط المدينة وهم يهتفون «الموت لاميركا، الموت لكرزاي»، فيما بقيت الشرطة طوال ساعات عاجزة عن اعادة النظام. واضعفت تلك التظاهرات موقع الرئيس الذي يواجه صعوبات ايضا بسبب اعمال العنف اليومية التي يقوم بها عناصر طالبان وقد بلغت حدا غير مسبوق منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001 في حملة عسكرية شنها ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة.

وفي احدث اعمال عنف، انفجرت سيارة مفخخة اثناء اقترابها من قافلة عسكرية اميركية امس مما ادى الى مقتل شخصين. وقال المتحدث باسم السلطات المحلية انه لم يصب أي اميركي في الهجوم. كما نقلت وكالة «رويترز» عن قائد طالبان في زابل الملا محمد معصوم تبني حركته مسؤولية العملية. وحسب الوكالة، فان معصوم قال في اتصال هاتفي من مكان مجهول ان مهاجما واحدا من طالبان نفذ الهجوم وان الشخص الاخر الذي قتل ربما كان من المارة. وجاء عملية زابل هذه في وقت اعلن الجيش الالماني ان ثلاثة من جنوده اصيبوا بجروح طفيفة الليلة قبل الماضية في هجوم جنوب قندز بشمال البلاد. واوضحت القيادة المركزية لبعثة الجيش الالماني في افغانستان ومقرها في بوتسدام (شرق المانيا) ان الجنود الثلاثة اصيبوا بشظايا في هجوم وقع على بعد اربعة كيلومترات من قندز. ويتزايد الاحساس بانعدام الامن بين السكان الافغان، وخصوصاً في المناطق الجنوبية بسبب المعارك العنيفة وتفشي الفساد وانتشار الجرائم المرتبطة بتهريب المخدرات. ويحرك سقوط القتلى سواء من عناصر طالبان او المدنيين، مشاعر العداء للاجانب. ويقول وحيد مجدي المحلل السياسي الافغاني ان «ادارة كرزاي في وضع هش، الدولة هشة وكذلك الرئيس». كما يرى شمس الدين تنوير المسؤول في اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في افغانستان ومقرها قندهار (كبرى مدن الجنوب) «ان الناس يعتقدون ان على الحكومة ان تخدمهم وانها بدل ذلك تنساهم».