تزامن وصول سفير الجمهورية الاسلاميّة الايرانيّة، محمد رضا رؤوف شيباني، الى بيروت، مع ارتفاع وتيرة الاهتمام بالملف النووي، و<رزمة الحوافز>، ومستقبل الحوار <الافتراضي> بين طهران، وواشنطن.

إستناداً الى هذه الخلفية، كان <مثيراً>، بمعنى أن تقديم أوراق اعتماده، وفي زحمة هذا الصخب، أثار الكثير من التساؤلات: أي دور سيكون لهذا السفير <النووي> على الساحة، ولبنان محشور في عنق الحوار؟ وأين، وكيف <سيشعّ>؟، وفي أي اتجاه، وله على الساحة أكثر بكثير من بعض أترابه مواقع صداقة، ومواقع نفوذ، ومواقع قرار؟!

تخاطبه ممازحاً: عادة، يأتي السفراء من <بلاد فارس> محمّلين بخيرات تلك البلاد، وأطايبها... فهل تحملون <الأورانيوم المخصّب؟>.
يضحك طويلاً، ويجيب: <عندما تستورد شيئاً أنت بحاجة ملحّة إليه، فمعنى ذلك أن استقلالك منقوص، لأنك بحاجة إلى الآخرين، وهذه الحاجة قد تنطوي على شيء من الارتهان. نحن حريصون على ألاّ نكون مرتهنين لأحد، ونطمح الى تعزيز استقلالنا، وحرية قرارنا، وأنّ ما نقوم به هو من حقّنا، ويأتي وفق القوانين، والمعايير الدوليّة، ولأغراض سلميّة>.
يأتي من مشهد، المرجعيّة، وعصمة الأئمة، مسلحاً بالمنطق، والواقعيّة، وقوة الحجة، والقدرة على الإقناع. إنه من جيل الشباب الذين فتنوا بالثورة، وكانت لهم إسهامات ناجحة في توسيع دائرة شعاعها، وتثبيت دعائمها. مثقف، حائز على ماجيستير في العلوم السياسيّة، ويتقن العربية، والانكليزيّة.

يملك تجربة واسعة في شؤون المنطقة وشجونها، بحكم موقعه السابق، كمعاون لمدير الدائرة الاولى للشرق الاوسط، وشمال افريفيا (9891 0991، و4991 7991). له إطلالة مميزة على القضيّة الفلسطينيّة، وصاحب كتاب <منظمة التحرير الفلسطينيّة من 2891 حتى اتفاق أوسلو>.
خبير في العلاقات الايرانية المصريّة، وحريص على ضرورة تفعيلها، وكانت له تجربة ما بين 2991 و4991، حيث شغل وظيفة معاون رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية لدى مصر، وكانت له إسهامات ناجحة في هذا المجال. كما عاد الى القاهرة ثانية، لكن هذه المرّة كرئيس لمكتب رعاية المصالح، قبل أن يصل الى بيروت برتبة سفير فوق العادة مطلق الصلاحيّة.

أن يأتي إلى العاصمة اللبنانية، من <البوابة المصريّة>، فهذا لا يعني أنه لا يعرف الجامع الأموي، و<سوق الحميديّة>، حيث أمضى أربع سنوات في دمشق، (79911002)، كمعاون للسفير، يقلّب في ملفات العلاقات، ويحاول تقريب المسافات، وصلات الوصل ما بين طهران، ودمشق، وبيروت؟!

تجربته، كسفير، في العاصمة اللبنانية، إنما هو فعل ثقة من إدارته بمقدرته، وفعل تحدٍّ له، سيسعى على مجابهته بديناميّة لا تعرف الكلل، وانفتاح على الجميع.
من أين ستبدأ؟
لقد بدأت، من خلال مسلسل اللقاءات، والاتصالات التي أجريها، والزيارات التي سأستكملها، وهمّي استقرار لبنان، وازدهاره، ورفاهية شعبه، ودفع العلاقات الايرانية اللبنانية الى ذروة النجاح.
بماذا يمكن أن تساعدوا اللبنانيين؟
ماذا يريد اللبنانيون؟!