سيريا نيوز
نحب الهمبرغر ونختلف مع أمريكا فقط عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب السوري والعربي

قال السفير السوري في لندن سامي الخيمي إنه "كيف نتوقع من سورية أن تكون متحمسة لإقامة علاقات دبلوماسية (مع لبنان) عندما تكال لها الشتائم لمدة عام ونصف من أكثر وسائل الإعلام التي تقع تحت سيطرة الأكثرية التي تدير الحكومة في لبنان".

وأكد الخيمي في حديث لقناة (ا ن ب) اللبنانية أن من الطبيعي أن تقوم علاقات بين البلدين وأضاف: "أنا أشعر بأنني نصف لبناني ونصف سوري مثل الملايين من الناس, وطالما أن الكثير من اللبنانيين يرغبون في علاقات دبلوماسية فأنا لا أجد في الشعب السوري من يعارض حقيقة قيام مثل هذه العلاقات". وذكر أن "المشكلة هي أن هناك حد أدنى من التفاهم حتى تقوم عليه علاقات".

وأكد الخيمي على أن هناك "أخطاء سورية ارتكبت في لبنان" غير أنه أشار إلى أن "سورية غادرت لبنان ودخل الفرد فيه أربع أضعاف دخل الفرد في سورية" وشدد على أن "الاختلاط بين الشعبين يصل إلى مدى لا يمكن معه أن نعتبر أن من حق السياسيين في البلد المجاور أن ينتقدوا سورية بالطريقة التي انتقدوها".

ورأى الدبلوماسي السوري أن الأمور الآن هدأت بين البلدين لسببين "الأول هو أن السياسيين اللبنانيين الذين ينتقدون سورية بعنف بدؤوا يفقدون قواعدهم الشعبية الأساسية, والسبب الثاني هو الواقع الذي يظهر أن الكثير من اتهاماتهم وقعت في الماء" معتبرا أن المطلوب من سورية الآن "هو أن نترك لهم مجال التراجع عن مواقفهم التي لم تكن يوما مقبولة, وهذا الأمر نحن نفعله من خلال الهدوء والانتظار حتى يتراجعوا". وشدد على أن تبادل السفارات مع لبنان "سيتم حتما, ولكن عندما يكون الوقت ليس وقت شحن, وعندما يتراجع من بالغ بالأخطاء".

وحول زيارة السنيورة إلى دمشق قال خيمي إنه "كان هناك مواعيد حددت للزيارة ولكن الشحن الذي كان يقال ضد زيارة دولة الرئيس جعل تأجيل الزيارة ضروريا من الجانب اللبناني, وبالتالي شعر الجانب السوري بأن هناك نوع من الإملاء, بمعنى أنه يجب عليكم أن تعيدوا العلاقات".

وقال الخيمي إن "سورية لم ترفض ترسيم الحدود, بل هي وافقت على ترسيم الحدود, ولكن قالت لنبدأ ترسيم الحدود من الشمال ثم نصل إلى الجنوب عندا تتحرر مزارع شبعا" موضحا أنه "اليوم في يد سورية ويد العرب قرارين من مجلس الأمن تطلب من إسرائيل الانسحاب من الجولان السوري المحتل بما فيه مزارع شبعا .. فليأتي لنا السياسيون اللبنانيون الذين تباروا لإصدار القرار 1680 بقرار دولي يؤمن لنا عودة مزارع شبعا إلى لبنان حتى نقوم بتحديد هذه الحدود" طالب باستخراج قرار دولي بخصوص مزارع شبعا مشروط بأن تحدد سورية الحدود "وسوف نحدد".

وذكر السفير السوري في لندن أن "ما يسمى الأكثرية" بحاجة إلى وقت لتستعيد "إلى حد ما مواقعها الشعبية بعد أن بالغت في الأخطاء" التي كان بعضها تجاه سورية ولكن الكثير منها كان تجاه اللبنانيين أنفسهم مشيرا إلى أن "هذا يجعل سورية ولبنان تخسران الكثير من الوقت حتى تعدل هذه القوى مواقفها".

ولفت إلى أن هناك خطوات "نحبذ" أن تتم في لبنان وهي "أولا توضيح المواقف من سورية أكثر وعدم استخدام الطرق الملتوية في توضيح المواقف, وثانيا إبداء وجهة نظر في الاتفاقات القائمة بين البلدين, وثالثا تأكيد حرص لبنان على أمن سورية.. إذا جرت هذه الأمر أظن أن العلاقات ستكون مثالية".

وقال الخيمي إن سورية تعترف بأن الولايات المتحدة هي أهم دولة في العالم ولها سطوة على السياسة الدولية و"لا ينبغي لأي إنسان أن يعتقد أننا لا نحب الهبرغر ولا نحب العادات الأمريكية ولكن فقط سورية تختلف مع الولايات المتحدة عندما يكون الأمر يتعلق بحقوق الشعب السوري وبحقوق الشعب العربي وليس هناك أي سبب آخر".