ذكرت صحيفة "هآرتس" امس ان قرار تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق منزل الرئيس السوري في اللاذقية اتخذته القيادة السياسية مطلع هذا الاسبوع في ظل التصعيد في غزة. واضافت ان اسرائيل تتهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بالتورط في خطف الجندي وتشجيع الجناح العسكري "لحماس" في غزة على القيام بهجمات جديدة.

وهاجم اكثر من معلق خطة رئيس الحكومة ديفيد اولمرت للانسحاب من طرف واحد من الضفة الغربية في ضوء اضطرار الدبابات الاسرائيلية الى العودة الى القطاع، واعتبر بعضهم ان معالجة الازمة التي اثارها خطف الجندي الاسرائيلي هي اختبار لزعامة اولمرت بقدر ما هي اختبار للرئيس الفلسطيني محمود عباس. من جهتها دعت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الى عدم التخلي عن التفاوض مع الفلسطينيين لحل الازمة. ومما جاء فيها: "يمكن اعتبار قرار تصعيد الرد الاسرائيلي على خطف الجندي جلعاد شاليت ومهاجمة اهداف محددة في قطاع غزة جزءا من مسار ديبلوماسية العنف وليس حربا شاملة ضد غزة. انه مسار يرمي الى استخدام ضغط الجمهور الفلسطيني على الجهات المسؤولة عن خطف الجندي ويدل على حدود صبر اسرائيل. كما ان محاصرة غزة خطوة ضرورية من اجل الحؤول دون تهريب شاليت خارج القطاع. ومن دون وجود عنوان واضح ذي صدقية نجري معه مفاوضات، توجهت اسرائيل الى وسائل استعراضية للتخويف قد تثمر نتائج.

ولكن التجربة تدل على ان استخدام القوة لم ينجح، باستثناء عملية عينتيبه، ويومها كان واضحا مكان وجود الرهائن وسبل الوصول اليهم. لذا من الافضل عدم الاعتماد كثيرا على عملية عسكرية طويلة المدى وواسعة، قد تزيد عدد الضحايا وتحسم مصير شاليت. لا يشكل قطاع عزة مجالا لقتال الدبابات ومهما تكن هجمات سلاح الجو مركزة فقد ادت الى وقوع الكثير من الضحايا الابرياء، لذا يبقى الافضل ان نعود الى البحث في خيار المفاوضات. فالخاطفون يدعون انهم ينتمون الى ثلاث مجموعات ارهابية محلية تقول اسرائيل انها تطيع في صورة كاملة خالد مشعل في دمشق، وبالتالي لا تملك القوى والحركات المحلية نفوذاً فيها. ولكن يدل تحليل تحرك هذه المجموعات على ان الاعتبارات المحلية والخصومات الداخلية والاشتباكات مع الجيش الاسرائيلي هي التي وجهت في الماضي عمل هذه المجموعات وليست التعليمات الخارجية. وفي تقديرنا ان هذه المجموعات ملزمة المحيط الذي تتحرك داخله اكثر من التزامها القيادة الخارجية، لذا تزداد حظوظ المفاوضات.

لقد ادى ازدياد الضغط الاسرائيلي على غزة الى تحريك افق المفاوضات فقررت حماس وفتح ومنظمات اخرى التوصل الى اتفاق رسمي على مبادئ وثيقة الاسرى. ويبدو ان هذه التنظيمات تريد ان تبعث برسالة الى اسرائيل عن وجود شريك قادر اقله على الادارة المشتركة للمناطق بما في ذلك امنيا. ربما هذه فرصة للسماح للشركاء الفلسطينيين الجدد باظهار قدرتهم واعطائهم الوقت لاجراء الاتصالات مع الخاطفين من اجل تحرير شاليت".