الديار

اعتبر المحللون في الدوائر السياسية الاوروبية ان «ازمة الجندي المخطوف»، مبالغة مقصودة من ‏الجيش الاسرائيلي لتبرير الاستخدام المفرط للقوة في قطاع غزة. وبحسب المراقبين انفسهم فان ‏العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في غزة. تأتي في اطار خطة أوسع اعدتها ‏‏«الحكومة الامنية» الاسرائيلية، وكلف جهاز المخابرات الخارجية الموساد بالاشراف على ‏تنفيذها.‏
وتستهدف الخطة تصفية الجناح العسكري لحركة حماس في مهلة لا تتجاوز العشرة اشهر. وستتخذ ‏على أربعة «مسارح» وان ميزانية منفصلة خصصت لتنفيذها.‏
المسرح الاول لهذه الخطة هو بدون شك قطاع غزة والذي يمثل المعقل الشعبي للحركة ومصدر ‏تجنيدها. حيث سيتم تفكيك البنيات العسكرية والمالية والاجتماعية للحركة وقطع خطوط ‏اتصـالها بالخـارج.‏
غير ان ضرب حركة حماس في قطاع غزة لن يكون كافياً برأي الاستراتيجيين في هيئة اركان الجيش ‏الاسرائيلي ما لم يتم تفكيك امتداداتها في ثلاثة مسارح خارجية: لبنان وسوريا وايران.‏
وتركز الخطة على المخيمات الفلسطينية في جـنوب لبنان. نتيجة المعطيات التي تملكها اجهزة ‏المخابرات الخارجية «الموساد» والعسكرية «آمان» وتؤكد سيطرة الحركة على شبكة من المسـاجد ‏وعــدد من الائمة المتعاطفين مع «حماس» التي تتولى دفع نفقات هذه المساجد.‏
وسعت المخابرات الاسرائيلية عبر شبكاتها الجاسوسية في المخيمات الفلسطينية لتحديد «المؤسسات ‏الرديفة» المرتبطة بحماس مثل «الحركة الاسلامية الفلسطينية» وتخفيف مصادر تمويلها، قبل ان ‏تعمد الى تصفية القيادات المتواجدة على الاراضي اللبنانية، وفي مقدمها اسامة حمدان ومحمد ‏نزال الذي طردته السلطات الاردنية من اراضيها.‏
اما في سوريا، فان مخيم اليرموك، وحي الزهراء المجاور له سيمثلان منطقة التركيز، خصوصاً وان ‏المخابرات الاسرائيلية جازمة في تقاريرها الامنية التي تتحدث عن وجود قادة عسكريين من ‏حركة حماس بمستوى «عز الدين خليل» الذي تم اغتياله في سوريا على يد عملاء «الموساد» قبل ‏ثلاثة اعوام تقريباً. الى جانب عدد من اعضاء المكتب السياسي في حركة حماس وعلى رأسهم خالد ‏مشعل، الذي باتوا يمثلون اليوم هدفاً للخطة الاسرائيلية.‏
وقد توصلت الاجهزة الامنية السورية لاكتشاف هوية قتلة المسؤول الفلسطيني عز الدين خليل ‏والذي تم على يد خمسة فلسطينيين تم تجنيدهم داخل اسرائيل وتسللوا الى سوريا عبر منطقة ‏هدرات.‏
كما تستهدف خطة الموساد ملاحقة عناصر حركة حماس في ايران، عن طريق عناصر من منظمة مجاهدي ‏خلق الايرانية المعارضة الموضوعة تحت حماية القوات الاميركية في العراق،
ويمتلك جهاز الموساد معلومات مؤكدة عن تواجد مصطفى القانوع على الاراضي الايرانية، ‏والذي تعتبره تل ابيب المسؤول التنظيمي الاول لحركة حماس وهو الذي يشرف على برامج تدريب ‏عناصر الحركة في معسكرات الحرس الثوري الايراني.‏
كما تؤكد اجهزة المخابرات الاسرائيلية انها نجحت في اعتراض محادثة هاتفية كان احد طرفيها ‏الدكتور نزار ريان القيادي في حركة حماس في شمال قطاع غزة يبلغ فيها محادثه في الخارج ‏بنجاح الحركة في تطوير صواريخ ارض - ارض من طراز «القسام» واستخدمها في ضرب المستوطنات، ‏بالاضافة الى صواريخ ارض - جو من الطراز نفسه تستخدم للتصدي للمروحيات والمركبات ‏الجوية بدون طيار التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي بكثافة في عمليات تصفية الناشطين ‏الفلسطينيين.‏
ويستبعد المحللون السياسيون ان تؤدي تنفيذ الخطة الاسرائيلية التي تلقى الضوء الاخضر ‏الاميركي، الى اندلاع حرب اقليمية التي قد تخرج عن سيطرة الجميع.‏