عكست الصحف الاسرائيلية السباق بين المساعي الديبلوماسية لحل ازمة الجندي المخطوف والخطوات التصعيدية وكانت الصحف توقفت امس عند الكلام الذي ادلى به وزير الدفاع عمير بيريتس امام كتلة حزب العمل في الكنيست وحمّل فيه سوريا مسؤولية خطف الجندي وتحديداً خالد مشعل المسؤول في"حماس" الموجود في دمشق، وقوله رغم ذلك انه لن يغلق الباب امام المساعي الديبلوماسية والدولية. وكانت صحيفة "هآرتس" اشارت في تقرير الى ان المخابرات الاسرائيلية تعتقد بان رئيس المخابرات السورية آصف شوكت ووزير الخارجية وليد المعلم ليسا متحمسين لبقاء مشعل في دمشق.
المعلق في الصحيفة داني روبنشتاين ناقش الهدف السياسي للعملية العسكرية التي تعتزم اسرائيل تنفيذها، ورأى ان البديل من المفاوضات هو الفوضى وكتب: "يجب على الحكومة الاسرائيلية ان تقرر ما اذا كانت للعملية في غزة أهداف سياسية. اي هل ما يجري في غزة سيخدم السياسة الاسرائيلية ام سيضر بها. نقول ذلك لأن المطروح اليوم ليس مصير الجندي المخطوف انما مصير السلطة الفلسطينية.
لقد اضعفت أحداث السنوات الماضية السلطة الفلسطينية في المناطق. وسبق ان قيل اكثر من مرة في الماضي ان السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار، لكنها صمدت.
اليوم تغيرت الامور: هناك 150 الف موظف في السلطة لا يتلقون رواتبهم بانتظام للشهر الخامس على التوالي مما يعني قطع مصدر رزق نحو مليون شخص.من غير الممكن ادارة مالية دولة بواسطة اشخاص يهربون الدولارات في الحقائب. غزة محاصرة ومثلها بعض احياء الضفة. البنية التحتية في غزة أي الكهرباء والمياه والطرق والجسور دُمرت. اعضاء الحكومة والبرلمان وضعوا في السجن وقصف مكتب رئيس الحكومة في غزة. والانطباع الذي تكوّن هو ان الحكومة الاسرائيلية تريد استغلال التدهور الامني من اجل اسقاط حكومة حماس. والمؤكد ان هذه رغبة عدد من الدول العربية وكثيرين في المجتمع الدولي أيضاً، وحتى رئيس السلطة محمود عباس وقيادة فتح لن يغضبا اذا سقطت حكومة حماس...
لقد اتفق كل الناطقين باسم الفلسطينيين في الايام الاخيرة على رفض قيام حكومة جديدة محل حكومة حماس لأنها ستبدو كحكومة متعاملين تصل الى سلطة فاسدة على متن الدبابات الاسرائيلية. في مواجهة هذا الكلام نفى محمد دحلان الذي يرافق "ابو مازن" في غزة وجود اي نية لقيام حكومة فلسطينية جديدة، مما يعني استحالة التخلص من حكومة حماس،وفي حال السعي الى حدوث ذلك بالقوة فالسلطة كلها ستنهار.
بالنسبة الى إسرائيل، ان استمرار عمل السلطة في الضفة وغزة أمر مهم. فالبديل منها هو الفوضى او عودة الاحتلال الاسرائيلي الكامل. من الصعب ان نتخيل ان في اسرائيل من يرغب في ذلك لأن الضرر الأمني والسياسي لاسرائيل سيكونان كبيرين جداً. لذا لا خيار امامنا غير الدخول فوراً في المفاوضات لتحرير الجندي المخطوف...".