الديار

استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الاسرائيلي المعتمد في انقرة وسلمته رسالة احتجاج ‏الى حكومته حول ما تعتبره تركيا تجاوزا لجهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلي «الموساد» ‏للخطوط الحمراء في تدخله في الشؤون الداخلية الكردية، وانعكاسات التمادي الاسرائيلي تحت ‏عناوين مختلفة على المصلحة الاستراتيجية التركية وامنها القوي
وكانت السلطات التركية المختصة رفضت التبريرات التي سبق وان قدمتها اسرائيل حول الطلبات ‏المتزايدة من اكراد عراقيين يطلبون فيها منحهم اللجوء السياسي في الدولة العبرية، ‏والتجاوب الاسرائيلي مع مطالبها تحت ستار ان غالبية هولاء الاكراد هم من اصول يهودية ‏وان اختيارهم العيش في أرض الميعاد يأتي في اطار سعيهم الى حياة آمنة وليس بهدف البحث عن ‏فرص عمل.‏
ويستند الموقف السلبي التركي من الرد الاسرائيلي الى المعطيات التي تملكها الاجهزة الامنية ‏التركية حول استغلال الموساد لهؤلاء «الاكراد اليهود» حيث يتم تأهيلهم في المعاهد ‏الاسرائيلية المختصة في تل ابيب ويعاد زرعهم في إقليم كردستان العراقي تحت غطاء اصحاب ‏شركات تجارية ومشاريع انمائية.‏
كما رصدت المخابرات التركية، وجود اكراد من أصل عراقي في اقليم كردستان، كانوا قد ‏تركوا مناطقهم خلال حرب الخليج الاول قبل سقوط نظام صدام حسين، حيث يتولون اليوم تدريب ‏القوات الكردية الخاصة بحزب مسعود البرازاني، كما يقوم فريق كردي مؤهل في الدولة العبرية ‏في إدارة لوجستية لمطار اربيل.‏
وبحسب الأجهزة التركية الناشطة في إقليم كردستان العراقي، هناك تنسيق وثيق بين انصار ‏مسعود البرازاني و«حزب العمال الكردستاني» الناشط ضد نظام انقره وان خبراء اكردا ‏تلقوا تدريبات في اسرائيل يقدمون العون الى الانفصاليين الاكراد.‏
وفي محاولة اسرائيلية جديدة لاعادة ترتيب العلاقات مع انقره، قررت الداخلية الاسرائيلية ‏اجراء تحقيقات حول صحة الاتهامات التركية، وفي هذا السياق سيكون رئيس جهاز المخابرات ‏الخارجية «الموساد» السابق داني ياتوم احد الذين سيتم الاستماع الى شهادتهم في هذا الخصوص، ‏انطلاقا من موقعه السابق ودوره في الفترة الحالية كأحد ابرز صلة الوصل بين تل ابيب ‏والمنظمات الكردية العراقية، بالاضافة الى كونه شريكا لرجل الاعمال الاسرائيلي شالوي ‏ميكائيل الذي يدير شركة «انتروب» للاستشارات الاستراتيجية والتي ينبثق عنها شركة «كودو» ‏السـويسرية التي تتولى تصدير معدات لصالح الفصائل الكردية العراقية.‏