هآرتس

زئيف شيف

إن إطلاق صاروخ من قطاع غزة إلى مركز مدينة "أشكلون" (عسقلان) يشكل دعوة قاطعة من حماس إلى الحرب. وعلى ما يبدو فإن مطلقي الصاروخ هم من أعضاء الجناح العسكري لحركة حماس، لكن من المحتمل جدا أن يكون ثمة جهة خارجية ـ إيرانية أو سورية ـ معنية بمفاقمة حدة المواجهة العسكرية مع إسرائيل، وأنها هي من حث على تنفيذ هذه الخطوة الفلسطينية.
هذا هو المدى الأطول لصاروخ يُطلق من أرض فلسطينية. فقد سبق أن سقطت صواريخ سابقة على مشارف مدينة عسقلان. وقد امتنعت إسرائيل عندها عن إيقاف التيار الكهربائي من أراضيها إلى قطاع غزة. وهذه الصواريخ جرى تهريبها إلى قطاع غزة من مصر عبر المعابر الحدودية القريبة لما كان يُسمى ذات مرة محور فيلادلفي. ومع أن الصاروخ سقط على مدرسة كانت خالية من التلاميذ، إلا أنه كان من الممكن أن يسقط على اي مكان آخر في عسقلان وفي أي وقت آخر.
من خلال إطلاق هذا الصاروخ على عسقلان، حاول المطلقون تجاوز طابور مدرعات الجيش الإسرائيلي الذي توغل في شمال قطاع غزة. إنها محاولة فلسطينية لخلق توازن جديد مقابل عمليات الجيش في أراضيهم. وإذا كانت إسرائيل تشعل محطة الطاقة في غزة، وتهدم مكاتب رئيس الحكومة إسماعيل هنية، فإن الفلسطينيين يشيرون بواسطة صواريخهم إلى أن لديهم الرد العسكري الموازن.
إن مغزى هذا الأمر بالنسبة لإسرائيل هو أن المواجهة في الجولة الحالية ستكون صعبة، لأن الفلسطينيين تزودوا بأسلحة كثيرة طوال الوقت. وهناك صعوبة أخرى لاسرائيل تتعلق بحقيقة أنها تواجه عناوين فلسطينية عديدة، خاصة، وأحيانا لا يوجد أي صلة ورابط فيما بينها.
لم يكف قادة إسرائيل عن التأكيد في الأسبوع الأخير على ما ينتظر الفلسطينيين إذا لم يطلقوا سراح الجندي الأسير، جلعاد شليت. ومن الواضح أن المشكلة الآن لم تعد تتعلق بكيفية انقاذ الجندي المختطف. الحديث يدور الآن عن مواجهة مباشرة مع حماس، ومع منظمات فلسطينية أخرى، ومع جزء من الشعب الفلسطيني المؤيد لهم.
لقد تشددت حماس في مواقفها، ونتيجة لذلك انجرت إسرائيل إلى وضع معقد، وهي تقف الآن أمام عدد من الخيارات: الموافقة على تبادل أسرى مقابل الجندي الأسير؛ أو تبادل الضربات العسكرية التي لن تؤدي بإسرائيل إلى أي مكان؛ أو تصعيد الهجوم الإسرائيلي من أجل إسقاط حكومة حماس.
ومن نافل القول أن إسرائيل سوف تلجأ إلى البديل الأخير. وفي جميع الأحوال، سيتعين عليها التفكير بصورة أساسية بشأن ما يُسمى "خروج استراتيجي". فإسرائيل بشكل عام لا تتصرف على أساس التفكير بمثل هذه المصطلحات في محاربتها للإرهاب، باستثناء الحالات الاستثنائية.