البيان

بدأت بعض الأوساط السورية القريبة من السلطة، بالتلويح بإمكانية فتح جبهة الجولان إذا تعرضت سوريا لعدوان إسرائيلي، في وقت يرى مراقبون فلسطينيون أن تركيز إسرائيل على دمشق في أزمة أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليت يعبر عن فشلها الذريع في هزيمة المقاومة الفلسطينية، وإلقاء اللوم على العامل الخارجي، وهي تماماً السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في العراق.

وبدأ الحديث «فعليا» عن إمكانية تسخين جبهة الجولان بعد الإعلان عن تأسيس هيئة شعبية لمقاومة الاحتلال في الجولان، التي تتنازعها وجهتي نظر احدها تتحدث عن إمكانية العمل العسكري،

والأخرى تركز على الجوانب السياسية والقانونية. ورغم أن الهيئة تحتمل الوجهين، إلا أن الحديث عن فتح جبهة الجولان أمام المقاومة، اكتسب مؤيدين كثيرين بعد تحليق الطائرات الإسرائيلية في السماء السورية، وتصاعد تهديدات تل أبيب بضرب العمق السوري.

وفي هذا السياق يؤكد النائب في مجلس الشعب السوري محمد حبش أن إسرائيل إذا ارتكبت حماقات في الداخل السوري، فإن جبهة الجولان لن تبقى كذلك وسيعاني الإسرائيليون ما عانوه في جنوب لبنان عندما يرتكبون هذه الحماقات. ويرى حبش أن التزام بلاده بالسلام كخيار استراتيجي منذ مؤتمر مدريد لا يعني أنه خيار أبدي، ولدى السوريين خيارات أخرى.

ولا يستبعد قيام خلايا في الداخل السوري لبدء حرب تحرير ومقاومة على أرض الجولان الجاهزة لممارسة العمل الفدائي. وتتلخص الرسالة السياسية لدمشق، من التلويح بهذا الإجراء غير المسبوق منذ توقيع اتفاق فصل القوات عام 1974، بأن سوريا قادرة على الرد الموجع لإسرائيل، وان الخيارات أمامها كثيرة ولم تعد هناك أي خطوط حمراء تلتزم بها، إذا تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء وخرقت اتفاق الهدنة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني معتصم حمادة أن إسرائيل فشلت في هزيمة المقاومة الفلسطينية، وما تفعله اليوم من شن حرب عارية على الشعب الفلسطيني ما هي إلا أحد تعبيرات هذا الفشل.

واعتبر أن تل أبيب تكرر السيناريو الأميركي في العراق، فهي تعزو المقاومة العراقية إلى عوامل خارجية، وتلقي باللوم على سوريا لتحقيق مآرب وأغراض سياسية، وإسرائيل أيضاَ بدأت تتبع السياسة ذاتها عبر إلقاء تبعات فشلها الأمني على قيادة فلسطينية تمارس العمل السياسي والإعلامي في دمشق.