دعوة لتدشين وكالة أممية للمرأة... وتوسيع الناتو "حرب باردة ثانية"

"الحرب الباردة الثانية" بدأت منذ عام 1999، ودعوة لإنشاء وكالة أممية معنية بقضايا المرأة، وكوريا الجنوبية تبقي على خطوط تواصل مع جارتها الشمالية، ولا بديل عن المفاوضات لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية... هكذا تنوعت جولتنا الموجزة في الصحافة الدولية.

"الحرب الباردة الثانية":

هكذا عنون "عباس باختيار" مقاله المنشور في "البرافدا" الروسية يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن الحرب الباردة الثانية بدأت عام 1999 عندما وسع حلف شمال الأطلسي عضويته لتشمل دولاً من أوروبا الشرقية. الكاتب وهو أستاذ مساعد في جامعة "نوردلاند" النرويجية، لفت الانتباه إلى أنه خلال عام 2004 انضمت سبع دول من أوروبا الشرقية إلى "الناتو" هي: بلغاريا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا. والآن أصبح الحلف على الحدود الروسية. بعض الدول التي انضمت إلى "الناتو" تم الترحيب بها داخل الحلف، والبعض الآخر تم تشجيعه على تنصيب قيادة موالية لأميركا، وهو ما أشارت إليه إحدى الصحف البريطانية عندما قالت إن "الثورات الملونة" في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، تلقت دعماً مباشراً من الحكومات الغربية. في المقابل بدأت روسيا في زيادة ميزانيتها العسكرية. على سبيل المثال، خلال عام 2005 وصلت نسبة الزيادة في ميزانية روسيا العسكرية إلى 27.6%، وخلال هذا العام الجاري تمت زيادة هذه الميزانية بنسبة 22%، وثمة دلالات على أن روسيا تقوم -على عجل- بتحديث ترسانتها الحربية. وعلى الصعيد الدولي تسعى موسكو إلى تعزيز مكانتها العالمية من خلال منتدى شنغهاي الذي تم تدشينه عام 1996 ويضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وتشارك فيه باكستان والهند وإيران بصفة مراقب. وفي عام 2001 وقعت روسيا والصين اتفاقية صداقة وتعاون وحسن جوار. الكاتب أشار إلى أن منتدى شنغهاي قد يكون في المستقبل إحدى أهم المنظمات العالمية لاسيما وأن أعضاءه يمتلكون مصادر هائلة للطاقة وموارد بشرية كبيرة، قادرة على مواجهة النفوذ الأميركي.

نحو اهتمام أكثر بقضايا المرأة

في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "لنولِ قضايا المرأة اهتماماً أكبر داخل الأمم المتحدة" أشارت "تورنتو ستار" الكندية إلى أن "ستيفن لويس" مبعوث أمين عام الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في أفريقيا قدَّم اقتراحاً باستخدام جزء من ميزانية المنظمة الدولية -التي تصل إلى 20 مليار دولار- لإنشاء وكالة أممية معينة بقضايا المرأة. لكن هذا الاقتراح يأتي متأخراً أو بالأحرى قد فات أوانه، لاسيما وأنه بعد 40 عاماً على الحركة النسوية لا تزال الشعارات الجوفاء لصيقة بقضايا المرأة. وحسب الصحيفة تدرك المنظمة الدولية أهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها في مكافحة الفقر العالمي وتحسين الظروف الصحية وتحقيق تقدم على الصعيد الاجتماعي. لكن الإحصاءات لا تزال تشير إلى أن 70% من فقراء العالم من النساء، وأن ثلاثة ملايين امرأة يلقين حتفهن كل عام جراء العنف والإهمال، وتموت 600 ألف امرأة سنوياً أثناء الولادة، وتصل نسبة النساء المصابات بالإيدز إلى نصف إجمالي المصابين بالمرض في العالم، وفي أفريقيا تقفز هذه النسبة إلى 70%. اللافت -تقول الصحيفة- أن الأمم المتحدة نفسها فشلت في تحقيق هدفها الخاص بأن تكون نسبة النساء من إجمالي العاملين بالمنظمة 50%، وحتى اللجنة الخاصة بإصلاح الأمم المتحدة لم تضم سوى ثلاث سيدات فقط في حين وصل عدد أعضائها الرجال 12 رجلاً. "ستيفن لويس" يُصر رغم المؤشرات السلبية سابقة الذكر، على أن تدشين وكالة أممية خاصة بالمرأة، عبر تمويل قدره مليار دولار وبمساهمة متخصصين من كل دول العالم، يمكن أن يغير الأمور إلى الأفضل. وحتى الآن تحصل المرأة وما يتعلق بها من قضايا على 74 مليون دولار فقط من إجمالي ميزانية الأمم المتحدة البالغة 20 مليار دولار. ومن ثم على المنظمة الدولية وضع قضايا المرأة على رأس أجندتها.

محادثات بين الكوريتين:

خصصت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم أمس الاثنين لرصد المشهد في شبه الجزيرة الكورية بعد أيام قليلة من تجارب بيونج يانج الصاروخية. الصحيفة أشارت إلى أن الكوريتين ستعقدان اليوم الثلاثاء محادثات على المستوى الوزاري في مدينة "بوسان" الكورية الجنوبية، وهي محادثات ستجذب انتباه المجتمع الدولي، خاصة وأن كثيرين يتساءلون لماذا لم تقاطع سيئول هذه المحادثات التي تم تحديدها قبل فترة احتجاجاً على التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية؟ لكن هذه المحادثات تأتي ضمن اقتراح طرحته كوريا الشمالية في وقت سابق من أجل التمهيد لمحادثات عسكرية بين الكوريتين. صحيح أن ثمة انتقادات لإجراء هكذا محادثات، لكن هذه الخطوة تعكس نوعاً من الاستمرارية في سياسات كوريا الجنوبية التي تتمثل في ضرورة الإبقاء على قنوات تواصل وحوار مع كوريا الشمالية لنزع فتيل التوتر الناجم عن التجارب الصاروخية. المحادثات ستتمحور حول ضرورة استئناف المحادثات السداسية الخاصة بأزمة بيونج يونج النووية والتجارب الصاروخية الأخيرة. وحسب الصحيفة إذا كانت صواريخ كوريا الشمالية العابرة للقارات مصدر إزعاج للولايات المتحدة، فإن صواريخ بيونج يانج قصيرة المدى مصدر قلق لسيئول، مما يتطلب من هذه الأخيرة التأكيد على أنها ستعلق مساعداتها الإضافية للكوريين الشماليين ما لم تقم بيونج يانج بوقف تجاربها الصاروخية. وبعبارة أخرى على سيئول التلويح بأنها لن تتسامح مع بيونج يانج التي تقوم بعضِّ اليد التي امتدت لإطعامها. وإذا كانت كوريا الشمالية راغبة في الحصول على دعم دولي لاقتصادها المتدهور، فعليها وقف تجاربها الصاروخية والعودة إلى المحادثات السداسية.

جولة أخرى في غزة

اختارت "إنترناشونال هيرالد تريبيون" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أول من أمس الأحد معلقة على الوضع المتدهور في غزة التي تتعرض لهجمات استراتيجية بعد اختطاف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليت".

الصحيفة طرحت تساؤلاً مؤداه: كيف يمكن الخروج من هذه اللعبة الصفرية المكررة التي من خلالها يجد المتطرفون من كلا الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) طريقاً سهلاً لإشعال جولة جديدة من العنف وقتما شاءوا؟

إن انتخاب حكومة "حماس" الذي تلا انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة طرح معادلة جديدة من خلالها يحاول كل طرف إثبات قدرته على التحمل. رئيس الوزراء الإسرائيلي يشعر بأنه في حاجة إلى إثبات قدرته على استخدام القوة وتلقين الفلسطينيين درساً؟ أما "حماس" التي دخلت في صراع مع "فتح" فتريد إثبات قدرتها على توجيه الضربات، ومن ثم تبدأ جولة جديدة من رقصة الموت في النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. وحسب الصحيفة لم يثبت حتى الآن أن ثمة بديلاً واقعياً لحل النزاع غير التوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات من خلالها يتم انسحاب إسرائيل من معظم أراضي الضفة الغربية.