هناك من يحمل «حماس» مسؤولية التصعيد الكبير والخطير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الآن، ويدعي بأن اقدام الحركة على خطف الجندي الاسرائيلي شاليت هو الذي دفع بأولمرت رئيس الوزراء الصهيوني الى اطلاق هذه الحملة العسكرية العدوانية «امطار الصيف» ضد سكان قطاع غزة خاصة وبالتالي سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والضحايا! ولكن التدقيق في جوهر الحقائق والمعطيات المساندة يقود الى التأكيد بأن اسرائيل لم تكن بحاجة اساسا الى اية ذريعة لكي تشن هذا العدوان السافر على الشعب الفلسطيني! ذلك ان جوهر الاستراتيجية الصهيونية قائم على قتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.

وتهجير من يمكن تهجيره، ومن يبقى يوضع اما في الحصار او السجن! وهذا ما هو حادث الآن والادعاء انه لولا عملية خطف الجندي الاسرائيلي لما قامت اسرائيل بما تقوم به الآن في شمال قطاع غزة وجنوبه هو «كلام حق يراد به باطل» لان القصف وعمليات الاغتيال الاسرائيلية للقيادات والكوادر الفلسطينية معمول بها منذ سنوات وهي تتأرجح بين التصعيد والهدوء وفق تطورات الوضع السياسي. وهنا لابد من التساؤل بكل صراحة: هل ان العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني كان متوقفا عندما كانت حركة فتح، هي التي تقود الحكومة في السلطة الفلسطينية؟ وهل ان القصف او الاجتياح الاسرائيلي كان متوقفا حتى جاء مع مجيء حكومة حماس؟ ولماذا هذا الاصرار على تحميل الحركة المسؤولية؟ لقد سبق لاسرائيل ان فرضت حصارا شاملا على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومنعته من مغادرة المقاطعة حتى وفاته بالرغم من ان الرجل هو الذي وقع على اتفاقيات اوسلو وهو الذي اعتبره الاسرائيليون بأنه شريك حقيقي في عملية السلام! وعندما اكتشف «ابوعمار» ابعاد اللعبة الصهيونية ـ الاميركية وانقلبوا عليه وقرروا حتى قتله والتخلص منه فانه اصبح يشكل في نظرهم «عقبة» بطريق السلام!