نضال الخضري

يمكنني كتابة الصورة عندما يصبح "الأمل" صيغة جمع تربطني بآلاف قدمهم القدر نحوي، لأنني أحيا بالجميع، وأرسم مساحتي مع "الآمال" التي يتعاون الجميع على خلقها أمام العين كهبة من الأرض بعد أن رسمت السماء قدرها على الوجوه ... أما لماذا أكره كلمة "معاق" فلأن جان بول سارتر تحدث يوما على أن كل واحد منا يرسم إعاقته على طريقته، وربما كل فرد قادر على مسح هذه الإعاقة بلحظة يمنحها لأنها صورة للبشرية والحضارة و .... الحداثة.

في "آمال" لن أبقى أنثى تختصر عطاءها بتكوين تاريخي، لأنني أرى القدرة على أن يصبح الخصب في مسار لم تحلم به الإناث من قبل ... مجال من الحرية في رؤية الجميع على مساحة واحدة قادرون على التعامل في "مواطنة" يرسمها لهم أمل التعامل مع ما يمتلكونه وما يستطيعون أن يقدمونه كـ"عطاء" لا يقتصر على لون واحد أو طاقة كاملة، فالجميع يعرف أن "الإعاقة" – مع كرهي لهذه الكلمة – لا تحمل الضعف بل ترسم صورة العمل عندما ندرك أننا موجودون على مساحة من القدرة على العمل وعلى الحب.

"آمال" سترعى الجهد الذي يفكر به الجميع لتفتيت مفهوم الإعاقة ومنحه صورة الإنسان الذي يبقى محور التفكير والحياة ... ويكتب زمنه كما يشاء مهما كانت ممكناته ... أما أنا فأريد أن أفهم "آمال" على طريقتي في مطاردة المفاهيم التي تسحق الآخر ولا أريدها أن تسحقني ... وأريد أن أعرف أن الجهد البشري نشاهده فجأة في ومضة أمل تنسينا أن الزمن رمى البعض بأشكال خارجة عن مألوف ما اعتدناه فابتدع البعض كلمة "الإعاقة" ... وأراد آخرون الهروب منها ... أما بقايا الحب فصاغت الإنسان من جديد لتنسف هذا "المصطلح ليكون العالم على مساحة من الصدق وربما "العدل" ... والأهم العلم بأن المساواة ليست أغنية بل عمل يجب أن يوزع على الجميع حتى نكتب ما نؤمن به، وننسى الحواجز الذي كتبها الآخرون كافتراق بين إنسان وآخر.

بضع كلمات لا تكفي ... لأنها مرحلة في المسار الذي يمكنه حمل "المواطنة" بمعناها العام، ويضمن للجميع الحق في التعامل مع حياتهم كما يشاؤون ... وكما يرغبون ... ويضمن الحق أيضا في نعيش بأمل دائم لتبديل المصطلحات بما يشكل مراحل من الجهد، وليس أبواق شفقة، لأن الشفقة هي على من يعتقد أن القدر ينتهي بالإعاقة.

أتذكر أنني كرهت مصطلح الإعاقة عندما شاهدت معرضا تحت اسم "قد تكون أنت" ... هذا المعرض الذي حاول تصوير المعاقين لرفع انتباهنا أو ربما ربطنا بمسألة يجب أن تبقى أمام أعيننا ... في لحظة واحدة أردت تغير الاسم "إنه ... أنت" لأن صورة الإعاقة هي الشكل الفاضح لما عليه باقي الناس أو لعجزهم أو عدم قدرتهم على رسم عالم متكامل ...

ما أريده أن يبقى الأمل و "آمال" فردوس الأرض كي ننهي معاني المصطلح القديم ... "الإعاقة" القديمة ... أو حتى اللون القديم في رؤية ظاهرة واكبت البشرية لكننا نعرف أننا قادرون على رؤيتها من جديد.