الغد

تهديدات يتم تنفيذها بشكل مباشر تجعل الزمن دائرة خوف وتقارير أو تحليلات، فعندما يبدأ القصف الجوي ندرك أن الغطاء المكشوف لم يكن واضحا أكثر من اليوم، فـ"الحرب المفتوحة" التي نعيشها كان من الممكن أن تظهر في أي لحظة دون أسر جنديين، لأن المعادلة السياسية ليست معطلة بل ومخترقة بكل المؤشرات التي تدفع لاشتعال الحرب.

ربما ليس مهما الحديث عن ضغوط أمريكية تحاول بث اللون الرمادي للمنطقة إجمالا، فإن مهام المحللين بدأت تدخل مجال رجال الأعمال، وفق حساب الاستثمار التقليدي في الحرب، وهو أمر مارسه من قبل رامسفيلد حسب عدد كبير من المحللين العسكريين الأمريكيين... ولم يعد مستغربا أن نقارن القضية بعدد الشهداء وطاقة المصارف على استيعاب سحب الأموال ... هذه التحليلات السياسية التي تنظر إلى ما يجري على سياق الماضي محاولة وضع سياق تفكير يعتقد ان المعادلة الإقليمية هي أرباح بالمعنى التقليدي، أو بمعنى "السوق" الحاضر في أذهان أصحاب "الدكاكين".

والحديث هنا عن وطن .. أو مستقبل أجيال تأمل أن يُتاح لها الأفضل .. لكن الصمت يوحي بأن "النخب" من كل لون تريد البقاء في عالم التنجيم، دون الدخول في اللعبة الصعبة التي ترسم المستقبل. فسيناريوهات الرعب أصبحت تخويفا أو رهابا يلازم الجميع .. فنصمت أو نختار الانتظار. وكأن لجنة الحرب "أثم" إدانة أنفسنا بجرم الحياة في الحاضر، فانتقلنا نحو الماوراء، نرسم عالمه ونتغنى بنباهتنا التي تعفينا من مسؤولية الحياة.

ليس مطلوبا اليوم روادا للتخلص من "رهاب" إسرائيل، أو "رعب" المحافظين الجدد!! بل ربما بشر عاديون مقتنعون بأننا بحاجة لنوع من المغامرة التي تكسر تقليدية "الطبع" السياسي، أو اعتبار أن تجارب الماضي لن تتكرر إذا أدركنا أن المغامر يمكن أن تكون محسوبة النتائج ويبقى اسمها مغامرة لأنها تصارع قدرا يلازم الجميع.