قبل كل شيء نزف التهنئة القلبية بمناسبة إنتصارات حزب الله بقيادة القائد الحسيني الشجاع السيد حسن نصر الله الى كل شريف في العالم، والى كل الذين يرفضون لغة التهديد والوعيد والإبتزاز السياسي،وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد والقيادة في سوريا، ونذكره بوعده الذي أطلقه قبل أشهر من على مدرجات جامعة دمشق، عندما قال للشعب السوري والعالم ( لن نطأطأ الرأس) فأن المؤامرة الدنيئة هي نحو رأس دمشق وحزب الله، ولقد كشر قسما من العرب عن أنيابهم بشكل واضح وانبطحوا أمام إسرائيل قبل الولايات المتحدة هذه المرة، وأرسلوا إشاراتهم نحو إبتزاز دمشق نيابة عن إسرائيل، وهم يتشدقون بالحديث عن المصالح العربية وحمايتها، فعن أية مصالح يتحدث هؤلاء والتي ديست في العراق وفلسطين ولبنان ولم يحركوا ساكنا... فالمصالح العربية تُحمى من قبل الشجعان والرجال، وليس من الجبناء و أشباه الرجال، وما يسمى بالليبراليين الجُدد، والذين هم فراخ البيبي ستر المتمثلة بمنظمة (الإيباك ) الصهيونية.... فعلى الرئيس الأسد أن يفرح ولا يحزن ففي وقت الضيق يُعرف المنافق ويُفرز الصديق، فهنيئا لدمشق صمودها، وهنيئا للشعب السوري بقيادته الحكيمة ، وكذلك على الشعب السوري قراءة ما بين السطور كي يعرف من هم هؤلاء العرب المستعربة، ومن هم الذين يؤججون نحو إجتياح سوريا وبلسان عربي، فعلى الرئيس الأسد عقد قمة مصغرة في دمشق تضم ( صنعاء والدوحة وطرابلس ومسقط وأنقره كمراقب وكذلك طهران كمراقب) وذلك لبحث الأحداث والمستجدات، ومن ثم سماع الآراء كي يتم الفرز الذي يتماشى مع شعار ( الصديق وقت الضيق).

فشرف لنا أننا نبهنا بمقال مطوّل قبل أكثر من عشرة أيام عن الخطة الإسرائيلية التي أكدنا أنها خطة قلب الأوراق وتغيير قوانين اللعبة، وأكدنا أن إسرائيل ذاهبة لطمس موضوع أغتيال الحريري لأنه أصبح يقترب من إتهامها به، وحسب المعطيات التي توفرت لدى المحقق الدولي، وبعض الدوائر الغربية والعربية، وهذا ما لا تريده واشنطن و بعض العواصم العربية التي تأمركت وتسرألت وأصبح تنادي بإسقاط النظام في دمشق، خصوصا وأن هناك نظاما عربيا وعلى ما يبدو له يد في قضية أغتيال الحريري، وخصوصا عندما أنكشفت مشاركته في صناعة الشهود الزور وإستضافتهم عنده وتلقينهم من قبله وقبل عملاءه، وهناك معلومات أكدت ونشرت أن هناك شخصيتين مهمتين من هذا النظام قدمتا الدعم في الموضوع..... وأكدنا أيضا بالمقال السابق أن إسرائيل ذاهبة الى عملية أكبر من الحريري وحتى في سوريا وذلك لتكون قضية الحريري تافهه أمامها، وخاطبنا القيادة السورية والشعب السوري بالقول ( إنتبهوا فأن إسرائيل ذاهبة لعمل كبير تغير من خلاله فنون وأوراق اللعبة، وتضع ملفات جديدة على الطاولة) ولقد صدقت المعلومات التي توصلنا لها في حينها.

أما اليوم فيسرنا أن نبرق للرئيس الأسد والقيادة السورية ما يلي:

أولا:

لقد تحركت إسرائيل وبإيعاز أميركي وغربي نحو لبنان من أجل تغيير قوانين وقواعد اللعبة، وأن حزب الله كان على علم مسبق بالخطة، ولديه تقارير إستخبارية حول الموضوع، لهذا أوقفها لأنها كانت تريد البدء به أولا وبشكل مباغت، لذا فالتحرك العسكري وأختيار الأهداف في لبنان هو ليس جديدا وهو مثبتا منذ زمن (شارون)، ولكن ( أولمرت) وضع الخطة في المكتب لحين ساعتها، لذا هي ليست عملية طارئة إطلاقا كما يظن البعض، وخصوصا هؤلاء الذين يتباكون على إسرائيل وما بكائهم إلا كون حزب الله كشف خيبتهم وخيبة إسيادهم.

ثانيا:

إن الغاية من الضغط على دمشق كي توقف دعمها لحزب الله هو نوعا من الإستفزاز كي ترد سوريا، وخير فعلت عندما صمتت، وأحرجت الذين يبحثون عن التصريحات السورية كي يقلبوها على مزاجهم ومن ثم يصيغونها تهديدا، فيبدو أن دمشق عرفت أن هناك أناسا يجلسون أمام التلفاز يتصيدون أقوال القيادة السورية..ولقد تسربت معلومات هذين اليومين أن هناك تقارير ودراسات مختلفة، فمنها من يريد ترطيب الأجواء بين دمشق وبيروت لحين عودة دمشق مرة أخرى الى لبنان ولكن بدون الجيش للمساعدة في ترتيب البيت اللبناني، وكبح جماح إيران وحزب الله هناك ،ولهذا فقد أنزعجت عاصمة عربية كبيرة كونها تريد الإستحواذ على لبنان من خلال سعد الحريري، وان كل هذه السيناريوهات والتي مرت على بعض المراكز الإستراتيجية المهمة قدمت لبعض قادة أوربا واميركا، ومن أجل هذا كان مقررا أن يزور سعد الدين الحريري والسنيورة دمشق تدليسا، ولهذا ربما سيزور السنيورة دمشق في اي لحظة وحتى سعد الحريري وبدعم من عواصم عالمية وعلى سوريا ترتيب أوراقها بشكل جيد إستباقيا.

ثالثا:

أما السيناريو الآخر والذي ذهب بإتجاه طاولات الكبار،هو عزل سوريا من جهة لبنان، وعزلها من جهة العراق خصوصا وأن دمشق قد نجحت أخيرا بترطيب الأجواء نوعا ما مع الطرف العراقي بحيث عملت على زيادة صادراتها الى العراق ووصلت لحد المليار دولار تقريبا، وهذا يُزعج البعض في المنطقة وخصوصا الذين يريدون عزل دمشق.. وسيصاحب هذا إستصدار قرارات دولية تحاصر دمشق وفي طريقها الى البلورة في الأيام المقبلة، أي يحرّم الطيران وتنقل المسؤولين السوريين وسيكون هناك حصارا جويا وبحريا، والهدف كي يُمنع المد الإيراني نحو دمشق عند الأزمات والضربات ، أي إفشال العلاقة الخاصة بين دمشق وطهران والتي هم يسمونها حلفا ، وبالتالي يكون الشعار ( إحتواء دمشق) مع العمل على خلخلة الداخل من خلال الحصار، ومن هنا يريدونها مدخل الى قضية الأسلحة الكيماوية والجرثومية وحتى النووية التي إثيرت ضد دمشق قبل أكثر من شهر ونصف من قبل وزيرة االخارجية الأميركية كوندليزا رايس، وهناك معلومات مفبركة بأن صدام حسين هرّب قسما من هذه الأسلحة الى سوريا، والهدف هو الحصار والتفتيش في الداخل السوري، كي تبدأ إستراتيجية ( تفكيك) النظام والضغط على النظام نفسيا... وهنا فعندما تحاصر دمشق سوف لن يكون هناك إتصالا بينها وبين حزب الله ولا حتى مع إيران والذي كان بمستويات عالية وسهلة ومسموحة.

رابعا:

في هذه النقطة تراهن إسرائيل وبالتماشي ربما مع النقطة الثالثة أو الوصول للنقطة الثالثة من خلال حربها على حزب الله وعزله لبنانيا وجماهيريا ،ولهذا هم شرعوا برمي الصور المهينة لشخص السيد حسن نصر الله ورمي بعض الفبركات من أجل غسل العقول وادمغة الناس ضد حزب الله والمقاومة، فهم قرروا تصفية السيد حسن نصر الله، والهدف هو تصعيد ملف حزب الله ليكون محظور دوليا ،وكذلك لتصعيد ملف السيد نصر الله ليكون مطلوبا دوليا بتهمة الإرهاب وهذا أولا، ثم ملاحقة الدولة التي ستأويه هو وأفراد الحزب ( وطبعا هذا ما يدور في مخيلتهم) وفي بعض الدراسات التي ترشحت هذين اليومين، فحينها سيكون نصر الله أمام خيارات صعبة أما قيادة المعركة حتى الموت، أو القبض عليه وحينها يُساق مثل ( عبد الله أوجلان) حسب سيناريوهاتهم، أو الهروب من المعركة مثلما فعل ( محمد عمر وبن لادن) وتكون حربه من خلال الكاسيت وحسب سيناريوهاتهم أيضا، أو خوضه حربا ضد الخصوم داخل لبنان، وحينها يتم التقسيم الى كانتونات، وهذه ما بشر بها أخيرا السفير الأميركي في لبنان ووضع لمساتها له السفير الأمريكي السابق في لبنان ومساعد خليل زاده الآن في العراق ( ساترفيلد) وبهذا سيُكسر الهلال الشيعي الذي إشتكى منه الملك الأردني عبد الله الثاني ، وبهذا يرتبط لبنان بالمشروع الذي هو في العراق.

خامسا:

نتوقع في الأيام المقبلة وفيما لو إستمرت المعركة بين حزب الله وإسرائيل سوف تُساق تهمة ضد سوريا من خلال نوع الصواريخ ،مثلما سيقت ضد طهران على أن قسما من الصواريخ من صناعة إيرانية، لذا ربما ستلجأ إسرائيل الى فبركة تهمة أن بعض الصواريخ أو الأسلحة سورية، وربما ستلجأ الى فبركة أن هناك صاروخا كيماويا ضرب مدينة ما في إسرائيل ، وذلك من أجل إتهام دمشق وحينها تبقى الأمور مفتوحة وبيد إسرائيل من جهة ، ومن الجهة الأخرى يزحف الملف نحو مجلس الأمن ضد دمشق من خلال قانون محاسبة سوريا الذي تبناه الكونغرس الأميركي ، وبعدها سيُحرك الشاهد السوري الذي تخبأه باريس وواشنطن وإسرائيل لساعة الصفر، ليكون شاهدا على أن سوريا تمتلك ترسانة صواريخ كيماوية وجرثومية،وتمتلك بعض المنشآت التي تنتج سلاحا محرما ، وربما سيقول نعم فأن صدام حسين هرّب سلاحا نوويا نحو سوريا والهدف تفتيش سوريا من الداخل وبقرار دولي، ويؤسس لمسلسل سوري على غرار مسلسل العراق التفتيشي، وللعلم فأن هذا الشاهد عسكريا..... لذا ننصحه أن لا يتورط في هذه اللعبة مثلما تورط عبد الحليم خدام وإتهم الرئيس الأسد بأنه أعطى أوامره بإغتيال الحريري، وتبينت فيما بعد أنها كذبة مفبركة، فنناشد تلك الشخصية السورية أن تختم حياتها بشرف ولا تسيء الى بلدها سوريا ، وعلى هذا الرجل العسكري أن يسأل نفسه السؤال التالي: كم سأعيش؟... ولماذا أجعل أولادي وأحفادي في عِداد الخونة هذا في حالة الموافقة على الشهادة لصالح باريس وإسرائيل وواشنطن؟... أما في حالة رفضه فسيكون شريفا ويبقى بنظر الأجيال السورية خالدا... والأمر بيده والتاريخ ينتظر موقفه فأما الخلود أو العار!!.

ننصح بما يلي:

أولا:

ننصح القيادة السورية برفع جميع الآثار النفيسة والتي هي ملكا للشعب السوري الى أماكن محصنة حيث هناك عصابات من المافيا مرتبطة بدولة مجاورة الى سوريا ولها علاقات حميمة مع اسرائيل قد تسربت، أو في طريقها للتسرّب داخل سوريا كي تاخذ دورها في نهب وتهريب هذه الآثار في حالة الضربات أو الحرب لا سامح الله.

ثانيا:

على جميع القيادات السورية من قائمقام صعودا الى أعلى موقع في الدولة أن يعين من الآن مكاتب ومقرات بديلة، لأن هؤلاء الأشرار يريدون على ما يبدو شرا بسوريا.. والتأكيد على بلورة خطط بديلة من الآن، ومن ثم طرق إتصال بديلة بالقيادات العليا وحسب التسلسل.

ثالثا:

المصارحة مع الشعب السوري ليكون على بينّة تامة بما يدور، وبما يُناقش مع القيادة في سوريا كي يعرف الشعب السوري دوره في المواجهة أو المعركة أو الصمود، ويبدأ بتدريب نفسه من الآن وبعيدا عن التوقعات المبالغ بها، وكذلك بعيدا عن الإسترخاء والتوقعات الربيعية في وقت الشدة.

رابعا:

العمل على بلورة جناح عربي داعم للموقف السوري وننصح بالذهاب نحو صنعاء وطرابلس ومسقط عربيا كخطوة أولى وبسرعة.

خامسا:

زيادة وتيرة أجندة الوقاية في الجناح العسكري والمؤسساتي من خلال إخفاء الثمين وتحريك موقعه نحو مواقع آمنة، وذلك خوفا عليه ومن ثم إرباك العدو الذي ربما سجلها أهدافا مما نجعله يُغير خطته وبالتغيير سوف تكسب دمشق وقتا إضافيا نحو الحلول الطيبة.

سادسا:

تأسيس خلية أزمة إعلامية و من الآن، ولا ننصح بالتفرج أبدا خصوصا وهناك إستهداف حقيقي لدمشق وللشعب السوري، فعلى الإعلام السوري أن يأخذ زمام المبادرة من الآن نحو زيادة علاقة الشعب بقيادته، ومن ثم تأجيج الروح الوطنية لدى الشارع السوري والعربي، وشرح أبعاد اللعبة الحالية والمقبلة الى الشعب والعالم، وننصح بالإستفادة من الخبراء الإعلاميين من دول محايدة وسريعا....كما ننصح ببرامج تُعنى بالإسعافات الأولية لتتعلم المرأة والشيخ والمتعلم والأمي عملية الضماد والإسعاف ليكون كل المواطنين مسعفين، وقد ينتقدنا البعض كوننا نبشر بالحرب لا سمح الله... فنحن لا نريد غير السلام والمحبة، ولكن الحقيقة تقول هناك تهديدا ضد سوريا ولا نجامل لهذا من المستحسن أن يكون المواطن البسيط قائدا ميدانيا في المعركة حتى لو كان في بيته، وله قيمته وحياته غالية وفي المقدمة..... ونحن نتوقع في حالة إقدام إسرائيل على ضرب دمشق ( لا سمح الله) فسيكون التلفزيون السوري هدفا رئيسيا.

سابعا:

رص الصفوف في المدن والقصبات التي هي قريبة ( جغرافيا) من بعض الدول و القوى التي لا تريد الخير لسوريا وبدعم من إسرائيل ومن الولايات المتحدة، وعلى سوريا الإستفادة من أحداث الماضي.

وعاشت سوريا وشعبها الطيب... ونسأل الله السلامة للجميع.. ونبارك إنتصارات حزب الله في لبنان.. ونناشد الشرفاء من رجال الدين في العراق لأخذ زمام المبادرة من هناك أيضا.... فهنيئا للأمة تلك الإنتصارات.... وعلى إسرائيل الكف عن قتل وحصار الناس في فلسطين ولبنان، وتهديد الناس في سوريا وإيران... ومثلما ان الفرد اليهودي بنظرهم غاليا ،فهنا العربي والمسلم والمسيحي غاليا أيضا ،ونحن لسنا على عداء مع اليهود، فهم بيننا وقربنا وفي معظم المدن العربية، ولكننا نعادي الحركة الصهيونية التي تريد سلب كل شيء منا، وتريد ذبح اليهود والمسلمين والمسيحيين معا من أجل أهدافها التوسعية والمريضة.