زياد حيدر.....السفير

كشفت مصادر في وزارة الخارجية السورية عن جزء من مداخلة وزير الخارجية وليد المعلم أمام نظرائه العرب في الاجتماع الطارئ الذي عقد أمس الأول في القاهرة، مشيرة إلى انه عبر عن أحلامه حول التوحد بين الدول العربية اليوم، لانه قد لا يكون بالامكان القيام بذلك غدا.
وكانت مصادر دبلوماسية نقلت عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قوله للمعلم إن <أحلامك شيطانية>.
وتشير المعلومات، التي حصلت عليها <السفير>، إلى أن المعلم كان تساءل أمام الوزراء العرب عن <الخيارات المطروحة> أمام العرب اليوم. ونقلت المصادر السورية عن المعلم قوله إن <الخيار الأول هو الإدانة، على غرار الإدانات الدولية، والثاني أن نطالب المجتمع الدولي بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي لإتاحة المجال أمام الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الراهنة، في إطار تبادل الأسرى وتحميل إسرائيل التعويض عن الأضرار التي سببتها، وتقديم الدعم للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية>.
وأضاف المعلم <أما الخيار الثالث فهو أن نستسلم لشروط (رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود) أولمرت، كما حددها بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من دون قيد أو شرط، وتنفيذ القرار 1559 بنزع سلاح حزب الله وإبعاده عن منطقة الحدود>.
وتابع المعلم <ان كل كلمة تخرج من هنا يمكن أن تفيد إسرائيل في عدوانها، سواء باسم العقلانية أو العاطفية أو الانفراد، وسوريا لن تكون طرفا فيها، وسيترك للرأي العام محاسبة أصحابها>، وذلك في إشارة إلى مواقف كل من السعودية ومصر والأردن، التي حظيت بدعم من الكويت والإمارات والسلطة الفلسطينية.
وأشارت المصادر إلى أن المعلم بدأ مداخلته بالقول <انه من المهم جدا في جو الحرب الذي نشهده اليوم أن ندرك ما هي الرسالة التي نريد أن نبعث بها، وهل تستطيع إسرائيل أن تستفيد منها أم لا>.
وردت المصادر على ما تناقلته وسائل الإعلام من كلام للمعلم عن <حلم راوده>، مشيرة إلى أن ما قاله وزير الخارجية السوري جاء في إطار تجنب الاستفزاز، و<تعبيرا عن عدم ارتياحه، وربما غضبه لبعض ما طرح في الاجتماع>، حيث عدد <ما اعتبره أحلاما، منها الحلم بأن يفتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء غزة ولبنان، والحلم بأن يتم اجتماعنا في غزة لنرى درجة المعاناة هناك، وكذلك بالنسبة لقرى جنوب لبنان لنرى مدى التدمير والقتل>.
وقال المعلم <كنت أحلم بأن نتفق على شيء في هذا الاجتماع، ولكن كيف يكون ذلك وقد تم تحديد المواقف قبل عقد الاجتماع، مواقف استفادت منها إسرائيل في مواصلة عدوانها على لبنان وفلسطين>.
وتابع المعلم <حلمت بالعدل والإنصاف، كيف لا، وقد صبرنا أكثر من 50 عاما على الظلم، صبرنا بالعقل وتوجهنا للسلام طيلة 10 سنوات، برغم أنهم بشرونا بأنها ستكون محادثات لأجل المحادثات وستستمر 10 سنوات>.
وأوضح المعلم <أقول حلمت لأنه لم يبق لنا سوى حق الحلم لنمارسه، فقد منعنا من الدفاع عن النفس، وحرمنا من حق دعم المقاومة ضد الاحتلال، ومنعنا من حق إدانة العدوان برغم أن من يدينونه كثيرون في العالم، حتى برامج إصلاحاتنا تفرض علينا بأسماء مختلفة كالشرق الأوسط الكبير والديموقراطية>. وشدد على أنه <في الغد المقبل قد لا يبقى من حقنا حتى أن نحلم.