شرق أوسط متفجر...و جدل حول بحوث الخلايا الجذعية

بعد خمس سنوات من الحرب على الإرهاب ازدادت صلاحيات الرئيس بوش، وأصداء التصعيد العسكري على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، والجدل الدائر حول تمويل بحوث الخلايا الجذعية...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية.

بوش وحصاد الحرب على الإرهاب:

استخدمت "نيويورك تايمز"،عبارة "الهدف الحقيقي" عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم أمس الأحد مستنتجة أنه بعد قرابة خمس سنوات، أي بعد أحداث 11سبتمبر، أصبحت استجابة إدارة الرئيس بوش للإرهاب واضحة، وهي استجابة قدمت القليل في إطار الحرب على أسامة بن لادن، بينما قدمت المزيد من أجل توسيع صلاحيات وسلطات بوش الرئاسية، وهو ما ظهر واضحاً عند التعامل مع معتقلي غوانتاناموا والتنصت على المكالمات الهاتفية للأميركيين، مما يستوجب دوراً يقوم به الكونجرس لمنع الرئيس بوش من تجاهل القانون في هذين المسألتين.

أسباب التوتر:

خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي لرصد المشهد الفلسطيني واللبناني بعيد التوتر الأخير الذي هيمن على الأجواء بعد اختطاف الجندي الإسرائيلي في غزة واندلاع مواجهات عسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. الصحيفة تساءلت لماذا أقدمت "حماس على اختطاف الجندي الإسرائيلي؟ ولماذا أقدم "حزب الله" على التصعيد مع إسرائيل؟ الصحيفة أجابت بأن "حماس" و"حزب الله" يحاولان تبرير عملياتهما المسلحة، لا سيما وأن الديمقراطية سواء في فلسطين أو لبنان قدمت مزايا للطرفين، غير أن هذه الديمقراطية لا تزال تكبح نفوذهما. صحيح أن "حماس" فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ونجحت في تشكيل حكومة وهيمنت على المجلس التشريعي الفلسطيني، لكن ثمة انقساماً داخل الحركة بين القيادات العسكرية والقوى المعتدلة، ومن ثم ترغب "حماس" في تشتيت الانتباه عن هذا الانقسام وأيضاً عن الوضع المتردي، الذي يزداد سوءاً يوماً تلو الآخر داخل الأراضي الفلسطينية بعد أن تسلمت الحركة زمام الحكم، كما ترغب "حماس" في تشتيت الانتباه أيضاً عن مساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السلام. أما "حزب الله"، فعلى رغم أنه لديه تمثيل واضح داخل حكومة لبنانية ديمقراطية، فإنه يتعرض لضغوط متنامية الهدف منها نزع سلاح "الحزب"، لذا، فإن أفضل طريقة لتبرير عمليات العنف، المدعومة- حسب الصحيفة- من سوريا وإيران هي اللجوء إلى سياسة نجحت في الماضي مع إسرائيل، تحظى بتأييد قوي لدى الفلسطينيين، ألا وهي مبادلة الأسرى. وتحت عنوان "انفجارات الشرق الأوسط"، نشرت "واشنطن بوست" يوم الجمعة الماضي افتتاحية خلصت خلالها إلى استنتاج مفاده، أن على الولايات المتحدة وحلفاءها تكثيف الجهود الدبلوماسية على الدعم السوري والإيراني لـ"حزب الله"، ومن ثم لا يجب أن تتم محاسبة طهران في مجلس الأمن على برامج تخصيب اليورانيوم فقط، بل أيضاً على دعمها لـ"حزب الله". وبالنسبة لسوريا، التي تأوي، حسب الصحيفة، "حزب الله" وعناصر من "حماس"، فيحب تجديد الضغوط الدولية عليها بما في ذلك العقوبات.

امتحان لإسرائيل:

اختار "كليفورد ماي" هذه العبارة عنواناً لمقاله المنشور أول من أمس السبت في "واشنطن تايمز"، مستنتجاً أن "حماس" و"حزب الله استخفا مجدداً بقوة إسرائيل، فـ"حماس" تعتقد أن إسرائيل ستقدم مزيدا من التنازلات في حال تعرضت لمزيد من العنف، خاصة وأن مقاليد الأمور في الدولة العبرية الآن بيد "يسار الوسط"، لكن إيهود أولمرت أثبت إلى الآن أن "حماس" مخطئة في اعتقادها، حيث رد بقوة على اختطاف الحركة للجندي "جيلعاد شاليت". الكاتب، وهو "رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، يرى أنه إذا كانت "حماس" قد طرحت مبادلة "جيلعاد" بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فإن هؤلاء الأسرى متورطون في عمليات إرهابية، مما يعني أن إطلاقهم سيسفر عن مزيد من عمليات خطف الإسرائيليين. أما "حزب الله"، فإنه هب، حسب الكاتب، لمساعدة الفلسطينيين بإيعاز سوري- إيراني، اعتقاداً من الحزب بأن إسرائيل لا تتحمل خوض حرب على جبهتين، فهل أصاب "حزب الله" في اعتقاده؟ الإسرائيليون، وبخاصة رئيس الوزراء إيهود أولمرت أمام اختبار صعب، ولن يكون من السهل عليه السيطرة على الموقف، لكن إسرائيل، حسب الكاتب، تخرج من حروبها عادة أقوى من ذي قبل ولديها أراض أكثر مما لديها قبل الحرب. لكن يبدو أن "حماس" و"حزب الله" لا يفكران على هذا النحو.

ردود فعل إسرائيلية خطرة:

هكذا عنونت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي لتعلق على التصعيد العسكري الراهن على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية. الصحيفة ترى أنه بقصف مطار بيروت واستهداف البنى التحتية اللبنانية التي تخدم المدنيين الأبرياء رد غير مناسب على اختطاف قوات "حزب الله" لجنديين إسرائيليين. لكن تل أبيب سئمت حسب الصحيفة، من النداءات التي تطالبها بضبط النفس، عندما تتعرض لهجمات. وخلال السنوات الأخيرة قدمت الدولة اليهودية تنازلات مهمة منها تفكيك مستوطناتها في قطاع غزة والقبول بفكرة الدولة الفلسطينية، والتعايش مع حكومة فلسطينية منتخبة تسيطر عليها "حماس". لكن الدعوة إلى ضبط النفس لا تزال مهمة، لا سيما في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة- حليفة إسرائيل- حرباً ضد التمرد العراقي، وفي وقت تحاول فيه واشنطن حشد الدول العربية والإسلامية للضغط على إيران والحيلولة دون تطويرها أسلحة نووية، ومن ثم فإن الوقت غير مناسب لاندلاع حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط، ما يعني أن الوقت الراهن سيىء للغاية من منظور إسرائيلي وأميركي. الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس بوش صرح يوم الخميس الماضي بأن على الرئيس السوري بشار الأسد التوجه نحو السلام، بينما وجه بعض مسؤولي الإدارة الأميركية اللوم لسوريا وإيران لدعم "حزب الله". ومن الأفضل أو بالأحرى الأسهل على الولايات المتحدة ودول عربية كمصر والأردن ممارسة ضغوط على دمشق وطهران لممارسة ضغوط على "حزب الله".

مجلس "الشيوخ" وبحوث الخلايا الحذعية:

تحت عنوان "الخلايا الجذعية: الجولة الثانية"، أشارت "نيوزداي" إلى أنه في الوقت الذي يستعد أعضاء مجلس الشيوخ لمناقشة مسألة توسيع نطاق استخدام الخلايا الجذعية في البحوث الطبية الممولة فيدرالياً، على أعضاء المجلس عدم الإذعان لتهديدات الرئيس بوش باستخدام حق النقض لمنع هذه المسألة المفيدة في علاج أمراض القلب والسكري. وحسب الصحيفة وافق مجلس النواب على توفير الخلايا الجذعية بشكل أكبر، وذلك من خلال السماح باستخدام الخلايا الجذعية الضعيفة الموجودة في مراكز الخصوبة المنتشرة داخل الولايات المتحدة. لكن الأمر الآن متوقف على مجلس الشيوخ الذي سيبت اليوم الاثنين في المسألة، ضمن جولة هي الثانية، بعد أن فرض الرئيس بوش يوم 9 أغسطس 2001 حظراً على تقديم تمويل فيدرالي لاستخدام الخلايا الجذعية في البحوث الطبية.