اذا كان العرب قد صمدوا في حرب الايام الستة الشهيرة عام 1967 ستة ايام فقط. وهناك من يؤكد أن زمن الصمود العربي آنذاك لم يتجاوز الست ساعات فإن حزب الله والمقاومة اللبنانية استطاعا ان يواجها آلة العدوان والحرب الاسرائيلية لمدة اسبوع حتى الآن وهما على استعداد لمواصلة القتال اسابيع بل شهورا اخرى لكن اسرائيل هي العاجزة عن تحمل نفس الحرب والمواجهة الطويلة لأنها اعتادت على الحروب الخاطفة والقصيرة على غرار ما حدث العام 1967 وبعده وبهذا المعنى يمكن القول إن المقاومة اللبنانية ترسم ملامح استراتيجية جديدة على مستوى الصراع في المنطقة لأن صمودها البطولي في وجه اكبر وأعتى ترسانة عسكرية على مستوى الشرق الاوسط والعالم يشكل هزيمة معنوية وسياسية وحتى استراتيجية لاسرائيل التي بدأت قوتها وجبروتها تنهار على يد المقاومين في لبنان وفلسطين وعلى الرغم من مواقف التآمر والطعن بالظهر التي تظهر في بعض الزوايا اللبنانية والعربية فإن الانجازات التي حققتها - المقاومة الاسلامية - قد صدمت الكثيرين وهناك في لبنان من يتساءل بقلق ومرارة عن مصيره ومستقبله السياسي اذا ما خرج حزب الله صامدا ومحافظا على قوته واوراقه حتى ان البعض ذهب الى حد التفكير الجديد بالهجرة من لبنان في حال انتهت المواجهة الى هذه النتيجة!

فإسرائيل لم تعد تخيف احدا بعد الآن لأن الجميع اكتشف الآن أن الكثير من الاساطير والاكاذيب قد احبطت بقوتها العسكرية وقدرتها الفائقة على الردع، ذلك ان مقاتلي حزب الله نجحوا - حتى الآن - في إسقاط وتدمير كل هذه الاساطير والدعايات الصهيونية والغربية وهو الامر الذي سيؤدي الى زعزعة الكيان الصهيوني من الداخل.

وهناك مؤشرات تؤكد أن حكومة أولمرت التي استنفدت كل اوراقها وخططها العسكرية لم يبق امامها سوى خيارين لا ثالث لهما اما توسيع دائرة العدوان ليطال سوريا وتاليا إيران وإما الموافقة على وقف الحرب وتبادل الاسرى مع حزب الله والمقاومة اللبنانية.