نضال الخضري

أكتبك على جسدي ... عشقا لا أستطيع الهروب منه لأن يلملم أشلائي ويعطيني الهواء ... فأنا لست محاصرة تحت أنقاض القصف، ولا أقف أمام الدموع ورائحة الموت التي تكلل رأسي ... فأعشق كي أحرر الخوف وأتركه يلعب داخل خرائب الوطن، وقوافل المساعدات التي رسمت صورا لزمن الشرود، فأنا "لاجئة" لا تجد حدودا تقف عندها ... مشردة منذ اللحظات التي أصبحت فيها "ضحية هامشية" ... و "إرهابية" حسب ما أوردته هيلاري كلينتون أمس ... ولن أعادي الأنوثة مهما قدمت من قسوة، لكنني لا احتمل مشهد الضحية...
هيلادي كلينتون مصعوقة بحمى اللون الواحد، وبالصوت الذي يقف على صندوق الاقتراع وهو يقرر أن الموت هو من يقرر أسماء الصقور الجدد داخل البيت الأبيض ... وهيلاري كلينتون تقنعني بأنني لست وحيدة فأنا امتد من طرابلس إلى بغداد، وأحمل جرحي دون حاجة للملمة أوراقي في واشنطن، أو أراقب جريان النفط في عروقي فأنا أنبض خصبا قبل كل شيء.

لن أصرخ أبيات نزار قباني "لو تنشف آبار البترول ويبقى الماء" ... لأن نفط جف منذ أصبحت حاكمة لعيون أي أمير صحراوي ... وعندما تخليت عن حكمي لم يعد يرى سوى رائحة الجنس حتى الموت ... نسي خصوبة الجنس وبقي داخل لون الشك القاتل حتى بنفسه.

من بيروت إلى بغداد ... لم تعد خرائط الحدود تعنيني لأن النزوح قدر أحمله لأعود من جديد إلى لبنان، واكتشف كم أعشقك ... كم أهوى طاقة المغامرة بعد أن أتعبني السكون ... فأتذكر صراعي كأنثى ... استرجع كل اللون الذي جعلني "اخطف" طائرة في زمن "الثورة" ... وأحمل أطفالي زمن الحرب ... وفي زمن السلم الذي لم أعرفه بعد سأتفرغ قليلا للعشق ... لكنني اليوم مسكونة بهاجس التنقل في وطن أريده أن يرى خصوبته ... أو يعيد "المغامرة" لحياته لأن صمت القبور سيبقى سمة الصحراء، بينما لون النار هو الخصوبة.

كل ما ودعته هو جزء مني ... وما أحلم به هو الباقي الذي يتحدى الفناء ... فمن بيروت إلى بغداد سأبقى "أنا" ... "أنتم" ... "نحن" ... وستبقى الصور التي أحملها لأطفال كانوا يريدون اللعب و "المغامرة" .... لكنهم دخلوا في "التراث" الخاص الذي أبنيه ... نبنيه مع اللون الجديد "المغامر".