مساعٍ سعودية لدى واشنطن وباريس لوقف النار

كثفت المملكة العربية السعودية اتصالاتها لوقف التصعيد العسكري في لبنان، ففيما اتصل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز هاتفيا بالرئيس الاميركي جورج بوش، التقى ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وفي الوقت عينه كانت العاصمة السورية محور اتصالات في هذا الشأن.
وصرح الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون: "ان الرئيس الفرنسي استقبل مساء اليوم سمو الامير سلطان بن عبد العزيز وجرى عرض للوضع في الشرق الاوسط والمساعي من أجل السلام".
وأطلع الرئيس الفرنسي الامير سلطان على القرارات التي اتخذت في اجتماع زعماء مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى في بطرسبرج والدور الذي تضطلع به فرنسا ومجلس الامن من اجل استكمال الشروط لتثبيت وقف النار في منطقة الشرق الاوسط. وقال الناطق: "الرئيس الفرنسي شدد على أهمية وحدة الاسرة الدولية وطالب بالافراج عن الجنود (الاسرائيليين الاسرى في لبنان وقطاع غزة) ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين". وشدد على "أهمية اعادة الحوار مع الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس من أجل اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب".
وطالب بتطبيق القرار 1559 لتوطيد وضع الحكومة اللبنانية وجعلها تفرض سلطتها على مجمل الاراضي اللبنانية، وبنشر قوة دولية لحفظ السلام على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.
وشرح الرئيس شيراك للأمير سلطان اقتراح فرنسا اقامة ممرات آمنة داخل لبنان ومن الخارج لتأمين نقل المدنيين والبضائع.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان – باتيست ماتيي أوضح أن زيارة ولي العهد السعودي "تأتي في اطار العلاقات الفريدة بين فرنسا والمملكة السعودية وضمن الشركة الاستراتيجية التي تجلت اثر زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة منذ عام 1996. وفرنسا تعلق أهمية كبيرة على الحوار بين البلدين الذي اتفق عليه خلال زيارة الملك عبدالله لباريس في نيسان 2005 وزيارة الرئيس الفرنسي الاخيرة للرياض في شهر آذار الماضي". ورأى "ان هذه اللقاءات الدورية تبرهن على تقارب الرؤية التي تشارك فيها المملكة في مجمل القضايا الاقليمية".
وسيواصل الزعيمان محادثاتهما غدا وستتناول، الى الوضع في لبنان وفلسطين، العلاقات بين البلدين والملف النووي الايراني.

بوش

وفي واشنطن، أفاد مسؤول في البيت الابيض ان "الرئيس (بوش) تحدث مع العاهل السعودي الملك عبدالله اليوم الثلثاء وان "الملك أبدى قلقه على الوضع الانساني في لبنان"، فأجابه بوش بأنه يشاطره هذا القلق "على المدنيين الابرياء الذين تطاولهم هذه الازمة التي نشبت بفعل الهجمات المجانية التي يشنها حزب الله على اسرائيل".
وقال ان بوش والملك عبدالله "اتفقا على ان كل الجهود يجب ان تبذل من أجل تقديم المساعدة للمواطنين اللبنانيين النازحين او الذين هم في حاجة اليها".

الاسد – أردوغان

وفي دمشق انتقد الرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "تلكؤ المجتمع الدولي في فرض وقف النار" في لبنان بعد مضي أكثر من اسبوع على العدوان الاسرائيلي عليه.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الاسد مع أردوغان وتناولا فيه "العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان وفلسطين والذي يطاول المدنيين والابرياء والبنى التحتية".
وافاد بيان رئاسي انه "جرى عرض للمواقف الدولية وتلكؤ المجتمع الدولي في فرض وقف النار وانهاء الازمة".
واجرى نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم تناولت تطورات الاوضاع في لبنان. وقال مصدر مطلع لـ"النهار" ان وزير الخارجية السوري خلال محادثاته مع سلطانوف "انتقد موقف المجموعة الدولية التي صمتت على الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان حيث تشن القوات الاسرائيلية حربا على البنى التحتية والاقتصاد والاطفال والنساء"، واعتبر ان "هذا الصمت يساهم في استمرار اسرائيل في ارتكاب جرائمها ويدخل المنطقة في نفق مجهول".
وكان مصدر اعلامي سوري مسؤول نفى "بشدة ما صرح به ناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن قصف الطيران الاسرائيلي شاحنات آتية من سوريا الى لبنان تنقل اسلحة وذخائر. وقال "ان هذه المعلومات عارية من الصحة ولا اساس لها على الاطلاق". واوضح "ان الصاروخ الذي اطلقته طائرات العدو الاسرائيلي استهدف قافلة مساعدات طبية سيرتها هيئة الهلال الاحمر في دولة الامارات العربية المتحدة الى لبنان عبر الحدود السورية والتي تتكون من مواد طبية وادوية وعدد من سيارات الاسعاف، الى صهريج آت من لبنان الى دمشق صادف مروره في المكان".
وانعقدت القيادة القطرية لحزب البعث الاشتراكي الحاكم برئاسة الامين القطري المساعد للحزب محمد سعيد بخيتان و"بحثت في تطورات الاوضاع السياسية والانسانية للاشقاء اللبنانيين في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي الوحشي على كامل الاراضي اللبنانية. وناقشت القيادة السبل والاجراءات المتخذة لمساعدة الاخوة اللبنانيين وتسهيل اقامة القادمين الى القطر". واتخذت القيادة القطرية "قرارا بتشكيل لجنة شعبية عليا لدعم صمود الشعب اللبناني برئاسة محمود الابرش رئيس مجلس الشعب".

العاهل الاردني

• في عمان شدد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على "ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق وقف فوري للنار وانهاء التصعيد العسكري الاسرائيلي في لبنان والاراضي الفلسطينية،". وابرز "اهمية الدور الذي يمكن ان تضطلع به الولايات المتحدة في الجهود الرامية الى وقف النار... فاستهداف المدنيين والمنشآت المدنية اللبنانية والفلسطينية سيزيد معاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني".