لأن تصريحات كونديلزا رايس تشكل خطوة جديدة باتجاه الحرب، فإن الأسابيع القادمة ربما تحمل أكثر من تطور نحو التصعيد السياسي والعسكري، فهذه التصريحات دعمت أشكال التدمير القائمة اليوم. ووزيرة الخارجية الأمريكية أوضحت عملية التغير في الجغرافية – السياسية عندما تحدثت عن ولادة "شرق أوسط جديد". ومجتمعاتنا تعرف تماما أن مثل هذا الحديث ترافق مع العمليات القتالية في العراق، ومع التحولات الجذرية التي شكلت خلال السنوات الأربع الماضية مسارا عنيفا، وكسرا لإرادة المجتمعات يتضح اليوم عبر الافتراق ما بين المواقف الرسمية وحركات الاحتجاج الشعبي من الحرب القائمة.

وترى "الغد" أن قدوم رايس للمنطقة لا يشكل مساحة انفراج لأنها أكدت في مؤتمرها الصحفي على نفس الشروط الإسرائيلية التي تحمل بوضوح شطب بعض القوى من المعادلة السياسية، وترجيح وجهة نظر على أخرى، إضافة لقلب معادلة السلام التي قامت أساسا على قرارات دولية، إلى التعامل مع فرض واقع عسكري.

وتعتبر "الغد" أن التحرك الحالي يتطلب التعامل مع مستويين:
- أولا خلق تحرك داخلي ينصب بالدرجة الأولى على استيعاب نتائج الحرب الحالية على لبنان، سواء بالمساعدات التي تقدم اليوم إلى النازحين باتجاه سورية، أو حتى بالتعامل مع الحرب في لبنان على أنها حرب على المنطقة كلها.

- ثانيا خلق حركة دولية من النشطاء في العالم والذين يقفون أساسا ضد أشكال الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة، وذلك لخلق احتجاجات وتنسيق على المستوى العام، غير الرسمي، ضد الحرب الحالية التي لا نرى فيها سوى بوادر فوضى تدخل في صلب استراتيجية الإدارة الأمريكية.

إن "الغد" تتحرك عبر الاتجاهين وهي تدعو كافة الفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية إلى التعامل مع ما يحدث برؤية جادة نحو مستقبل نريد منه الحياة وليس العيش في ظل الإرهاب المنظم الذي تقوم به "إسرائيل".
دمشق 22/7/2006 المكتب السياسي