قال مراقبون ومحللون في دمشق إن معركة سياسية نشبت، في موازاة المعارك الجارية على الأرض في لبنان وفلسطين، وأعربوا عن خشيتهم من الاندفاعة الأمريكية المدعومة من دول أوروبية وعربية من أجل أن يتم من خلال مشاريع وخطط سياسية فرض ما لم تستطع فرضه “إسرائيل” في عدوانها العسكري على لبنان والأراضي الفلسطينية.

ويجمع هؤلاء على أن الحديث عن إحياء العملية التفاوضية والسياسية على أساس مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق الدولية مناورة مكشوفة مورست سابقاً، من أجل التخفيف من شدة الاحتقان الشعبي العربي على المواقف الأمريكية والرسمية العربية المتماشية معها، ويشككون في إمكانية أن تقدم واشنطن تنازلات لمن يتوسلون من العرب.

ولدى أكثر المراقبين والمحللين في دمشق قناعة كاملة بأن قرار الحرب اتخذ في واشنطن، وأن “إسرائيل” قامت بتنفيذه ولا تمتلك قرار وقفها من دون موافقة واشنطن التي تريد أن تمد الأمور الى أقصى حد ممكن من استمرار العدوان، لتنفيذ ما يمكن من أغراضه المعلنة التي تتعدى بكثير إضعاف حزب الله، فهذا مدخل ليس إلا من إجل إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، حيث عادت واشنطن إلى الحديث عن بناء الشرق الأوسط الجديد في خضم القصف الوحشي “الإسرائيلي” لكل لبنان، ولا يخفي المراقبون وجود أزمة عميقة في العلاقات السورية مع عواصم عربية رئيسية، وأهمها القاهرة والرياض وعمّان، وتتهم دمشق تصريحات تصدرها هذه العواصم بأنها غير مسؤولة.

ويقر المراقبون السياسيون بأن القيادة السورية تدرك تماماً أن النتيجة التي ستنتهي إليها المعركة في لبنان وفلسطين، والتي طرفاها الأساسيان حزب الله وحماس حليفا سوريا، ستنعكس بشكل أو بآخر على السياسة السورية سلباً وايجاباً، مع ملاحظة أن الإعلام السوري بدأ في الحديث عن مرحلة ما بعد نصر حزب الله، والدخول في معركة تثمير هذا النصر بإنجازات سياسية، ويحذر من خطر مواقف رسمية عربية تفرج عن المأزق الأمريكي، ما سينعكس أتوماتيكياً بتخفيف المأزق “الإسرائيلي”، لأنها تورطت في إصدار مواقف معادية للمقاومة بناء على معلومات وحسابات مغلوطة، وفوجئت بالصمود الأسطوري لحزب اللله.

ويخلص محللون في دمشق إلى أن سوريا تبقى صاحبة الورقة القوية في المنطقة على الرغم من محاولة جهود أوروبية وعربية وأمريكية تجاوزها.