الرأي العام

اعتبرت طهران امس، ان إسرائيل اتخذت قرارا بالقضاء على نفسها عبر شنها حربا على لبنان، وان العدوان تم الإعداد له مسبقا بهدف <إنقاذ الكيان الصهيوني>، منتقدة الحكومات العربية التي اتخذت موقفا سلبيا من المقاومة، ومؤكدة انها تستخدم نفوذها لحل الصراع.
وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال ملتقى مدراء التربية والتعليم في طهران <حياة الكيان الصهيوني قصيرة>، قائلا <شن هذا الكيان هجوما على لبنان من اجل إطالة عمره أياما، لكنه اختار أسوأ الأوقات والفرص لتحقيق مآربه، لأن هجومه على لبنان في الواقع يعتبر بداية العد التنازلي لحياته>.
وأضاف نجاد <انصحهم بحزم حقائبهم ومغادرة المنطقة قبل ان يقعوا في شرك اللهب التي أشعلوها في لبنان>. وأوضح <لقد أطلق الصهاينة دمارهم الذاتي من خلال مهاجمة لبنان>، مشيرا الى ان بريطانيا والولايات المتحدة <متواطئتان في الجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني>.
ورأى نجاد ان إسرائيل بعيدة <عن كل القيم الإنسانية>، مضيفا <للأسف ظهرت في العالم حكومة هشة تمارس القتل في الناس العزل، انه لأمر يستحق التأمل>، متسائلا <هل من الصحيح ان يمارس نظام القتل بحق الناس العزل ومن دون أي دليل>. وأضاف <على أميركا وبريطانيا وسائر الدول الغربية أن يعلموا بانهم ان لم يوقفوا هذه الحرب ويخرجوا إسرائيل من المنطقة، فان هذه النيران ستطالهم أيضا>.
من جهته، أشاد رئيس مجلس الشورى غلام علي حداد عادل بعمل المقاومة قائلا <حزب الله الذي يحظى باحترام الشعب اللبناني، ليس مجموعة منزوية في لبنان، بل هو مظهر إرادة الشعب اللبناني في حقه بالدفاع عن استقلاله وهو صوت الشعب والمقاومة الإسلامية في هذا البلد>.
وانتقد عادل تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس قائلا <ان السيدة رايس تقول ان وقف إطلاق النار يتحقق بعد إقامة الشرق الأوسط الجديد، فهي تتحدث بأسلوب كأن بلادها هي السيد وبقية الشعوب مستعبدة وعلى شعوب العالم ان تطيع أميركا التي تعين للشعوب مصيرها>. واعتبر انه <تزامنا مع هذا العدوان شهدنا تغيير اللهجة وتغيير المسار النووي>.
وأضاف عادل <نحن نقول لبعض الدول العربية التي كان لها مواقف غير مناسبة، بود وأخوة، انكم تتحدثون لعشرات السنين عن معاداتكم لإسرائيل ودفاعكم عن العرب والشعب الفلسطيني، وها هي اليوم تتصدى مجموعة عربية مسلمة بمفردها للكيان الصهيوني، فلماذا تلتزمون الصمت أو تشيرون ضمنيا الى وجهات نظر مخالفة، ما هو جوابكم للتاريخ والعالم الإسلامي ؟>.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي ان طهران <تستخدم نفوذها لحل أزمة النزاع في لبنان وتتشاور مع البلدان الإسلامية والعربية المهمة وكذلك مع بعض البلدان الأوروبية>. ومن المقرر أن يصل إلى صنعاء اليوم الاثنين مبعوث نجاد، للاتفاق على عقد قمة إسلامية عوضا عن القمة العربية التي تتلاشى احتمالات عقدها.