يديعوت أحرونوت"

حملت الصحف الاسرائيلية الصادرة في نهاية هذا الاسبوع الكثير من الانتقادات للحرب الاسرائيلية على لبنان نلخصها كالآتي: التقصير المخابراتي في الاعداد للعملية العسكرية والذي برز في سوء التقدير الاسرائيلي للقدرات القتالية للحزب، التدمير الكبير الذي احدثه سلاح الجو في البنية التحتية في مختلف ارجاء لبنان لم يعطل قدرة الحزب على قصف عمق اسرائيل، وعمليات التهجير الجماعية للبنانيين لم تنجح في الضغط على قيادة "حزب الله" ولا أضعفت التأييد الشعبي له، لا بل على النقيض ازدادت من اللبنانيين وحقدهم على اسرائيل، وعدم تأييد الخطط الداعية الى اغتيال الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله واركان قيادته.
وفي ضوء الكلام على البدء بعملية برية في جنوب لبنان، حذر رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت" من الوقوع في فخ ما يسميه "حقول القتل" التي أعدها جيداً "حزب الله" في انتظار دخول القوات البرية، فكتب: "المطاردة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي بحثاً عن مطلقي الكاتيوشا ومخازن الصواريخ في جنوب لبنان ستساعد "حزب الله”. فلقد افترض رجال الحزب مسبقاً ان الجيش سيرسل وحداته الخاصة للبحث عن الكاتيوشا بعد ان يخفق سلاح الجو في اسكات كل عمليات الاطلاق. وهم يضعون الكمائن حول اماكن اطلاق الصواريخ عارفين انه عاجلاً ام آجلاً ستقوم طواقم الجيش بزيارتهم. هذه الكمائن هي جزء من الاستراتيجية القتالية العامة التي أعدها "حزب الله" لاستخدامها عندما تنشب المواجهة العامة مع اسرائيل. وكل الدلائل تشير الى ان زعماء الحزب ومستشاريه الايرانيين قدروا ان الجيش الاسرائيلي سيحاول تحقيق حسم معنوي ومادي في وقت واحد بواسطة ضربة جوية. والرد الاستراتيجي التكتيكي الذي وضعه الحزب هو سحق قدرة الشعب والحكومة الاسرائيليين على الصمود بين مطرقة الكاتيوشا وسندان حرب العصابات التي له خبرة فيها. ووفقاً لهذه الاستراتيجية بنى الحزب قدرته العسكرية وحضر القاعدة لها. فلقد حرص مقاتلوه ليس فقط على تخزين كميات كبيرة من الصواريخ تكفيه لوقت طويل من القتال فحسب، ولكنهم بنوا ايضاً مخابىء تحت الارض تسمح لهم بالقتال والصمود حتى تحت هجوم جوي كثيف. في المقابل أعد الحزب مناطق للقتل برية في جنوب لبنان سيحاول استدراج القوات البرية للجيش اليها. في هذه المناطق تقاتل قوة عسكرية مستقلة في جنوب لبنان وتعمل وفقاً لأوامر مسبقة وتعليمات من بيروت. ولقد قامت هذه القوة بزرع الطرق الجبلية بالألغام والعبوات الناسفة وهي مسلحة بالراجمات والصواريخ... الخسائر التي ستتكبدها القوة البرية بالاضافة الى الصواريخ التي ستسقط على الجبهة الخلفية الاسرائيلية ستضغط على الحكومة لوقف القتال قبل تحقيق الاهداف. المرحلة الاولى لهذه الاستراتيجية يقوم بها الحزب الآن باستخدامه القصف المتواصل. الاحتكاكات التي حصلت مع الوحدة الخاصة تدل على الدخول في المرحلة الثانية. "حزب الله" سيبذل كل ما في استطاعته لاستدراج القوات البرية والمدرعة الاسرائيلية الى داخل حقول القتل في الجنوب وايقاعها في الفخ...".